نخطئ عندما نعتقد بتفوقنا نحن البشر وتميزنا في كل الجوانب، فهناك أمور تفوقت فيها الحيوانات حتى الحشرات على البشر، بل أسهمت في منح أفكار معمارية وهندسية للبشر بتقليدهم لها إضافة إلى مسحة الجمال ولمسات الإبداع التي تضفيها تلك الحيوانات والحشرات على الطبيعة من حولنا!
أشهر هذه المنشآت أو الهياكل التي بنتها الحيوانات (الحاجز المرجاني) وهو واحد من أبرز إبداعات الطبيعة. إنه أكبر بنية مبنية على مستعمرة الكائنات الحية يفوق حجمه سور الصين العظيم، والشيء الوحيد الحي على الأرض الذي يمكن رؤيته من الفضاء!
يتكون الهيكل من مليارات الكائنات الحية الدقيقة، والمعروفة باسم الأورام الحميدة المرجانية. تدعم الشعاب البحرية مجموعة متنوعة من الحياة البحرية التي تشمل عديدا من الأنواع المهددة بالانقراض. في عام 2006 تم تسجيل 30 نوعا من الحيتان والدلافين وخنازير البحر في الحاجز المرجاني العظيم. وتشمل الحوت قزم المنك، دولفين المحيط الهادئ، والحوت الأحدب، كما توجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك والثعابين البحرية على الشعاب المرجانية، بل تدعم هذه الشعاب عديدا من الحيوانات على اليابسة!
وفي غابات الأمازون المطيرة في بيرو، تم اكتشاف عنكبوت يبني هيكلا متقنا لعنكبوت مزيف ويعلقه على خيوط شبكته. يستخدم العنكبوت الحطام والأوراق والحشرات النافقة لصياغة النسخة المشابهة له والأكبر حجما. هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها العلماء نوعا من الكائنات يصنع نسخة طبق الأصل من نفسه مع عديد من الأرجل الطويلة، التي يظن العلماء أنها صنعت إما كشراك للفرائس أو كجزء من آلية الدفاع الخاصة بهذه العناكب لإرباك العدو وتضليله!
وتبني إناث طيور البويرد في غابات غينيا الجديدة وأستراليا هياكل معقدة بألوان زاهية لجذب الذكور، كطقس من طقوس الخطوبة الفريدة لهذا النوع من الطيور التي تقوم بجمع الأشياء الملونة مثل الزجاج الأخضر والألعاب البلاستيكية لإضافة جماليات لهياكلها!
وعكسها طيور الويفر التي يبني الذكور مستعمرات تحتوي على 300 غرفة، واحدة لكل زوج وتمتد المستعمرة مسافة 25 قدما وعرضها خمس أقدام وهذه الغرف متصلة بأنبوب طويل يعتقد بأنه حضانة وبمجرد انتهاء الذكر من بناء المستعمرة يرفرف بجناحيه لدعوة الأنثى فإذا أعجبت بالبيت تظهر البيوض في الأعشاش في غضون أيام!
تبني القنادس السدود بتقنيات تفوق البشر لحماية نفسها ضد الحيوانات المفترسة، كما يفيدها في الوصول لطعامها في الشتاء، يبلغ طول أكبر سد بنته تلك الكائنات وأذهل العلماء 2790 قدما ضعف طول سد هوفر ومن ضخامته يمكن رؤيته من الفضاء ويقع في متنزه وود.
