لو كنت عاطلا

أحيانا يتحاشى الكاتب بعض المواضيع التي قد تثير حساسية لدى فئة معينة من المجتمع، ربما لأنه لا يرغب في الدخول في جدال يدرك أن نهايته لن تؤدي لفائدة مرجوة، أو "يبغي يريح رأسه"، أو لأنه يؤمن بأن نمطية التفكير ما زالت سائدة لدى البعض، رسالة وصلتني من شاب على بريدي الإلكتروني أنشرها كما هي:

"أستاذة سلوى، لاحظت أن بعض الكتاب وكذلك معظم المؤثرين اجتماعيا في السوشيال ميديا لا يتكلمون عن موضوع البطالة، مع أن كثيرا من الشباب ينتظر منهم حلولا ومقترحات وأفكارا وقصصا ملهمة من الممكن أن تكون أكبر حافز له حتى يبدأ، بدل أن يجلس ينتظر الوظيفة، ويضيع سنين من عمره. أحببت أن أرسل لك قصتي فربما تكون ملهمة لشاب عاطل ليفكر وينطلق. حصلت على بكالوريوس إدارة أعمال بتقدير امتياز، وكنت أظن أن الوظيفة جاهزة لكن مرت سنة وسنتان وعقبهما صرت ضمن قافلة العاطلين. كنت أحس بحرج شديد وأنا آخذ مصروفي من أبي، ثم بدأت أفكر إيش الحل؟ فكرت في عدة حلول وناقشتها مع أهلي ولقيت منهم كل تشجيع ودعم. استأجرت لي Food Truck، وبعشقي للطبخ طورته من خلال اليوتيوب، ثم بدأت في إعداد الوجبات السريعة بمساعدة صديقي العاطل أيضا. كل يوم يمر كنا نكتسب خبرة جديدة وفهما أعمق للعمل وكيفية إدارته والتعامل مع الزبائن، وقليلا قليلا تقدمنا في مشروعنا وصرنا نضيف له أشياء جديدة ومبتكرة. وعندما توسع مشروعنا وصار لنا زبائن قررنا أن نفتح محلا، والحمد لله نجحنا نجاحا باهرا بفضل الله تعالى، وحاليا سنفتتح فرعنا الثاني. ويمكن أن تستغربي لو قلت لك إنه قبل ست أشهر جاءتني وظيفة ورفضتها لأني باختصار لقيت نفسي في العمل الحر. هذه قصتي باختصار شديد جدا، أتمنى أن تنشريها".
قصة تستحق النشر لشاب رفض تعطيل طاقته من أجل وظيفة قد تأتي وقد لا تأتي. لا أريد أن يغضب مني العاطلون لكني حقيقة لا أجد أي مبرر لأي شاب عاطل في تعطيل قوته وهمته في الانتظار خصوصا في هذا العصر الذي يحفل بكثير من الفرص في العمل الحر.
- لو كنت شابا عاطلا لفكرت في إنشاء مشروعي التجاري والاستفادة من القروض التي تقدمها الدولة.
- لو كنت شابا عاطلا لحصلت على الخبرة من خلال وظائف الشركات المؤقتة المتاحة.
- لو كنت شابا عاطلا لأدركت أن المستقبل للعمل الحر وليس للوظيفة التقليدية.
من العيب أن تمد يدك طلبا للمصروف من والدك وأنت "يمشي على زندك التيس"!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي