هل ستكون إحدى ضحايا العالم الرقمي؟ «2 من 2»
في عالم الشركات، تزداد التوعية بأهمية وجود وقت في اليوم تقطع فيه قنوات الاتصال من أجل إيجاد الوقت الكافي للتفكير. التحول بمنزلة خبر جيد، ولكن يتعين علينا إيجاد الحل للأمور العالقة. على سبيل المثال، لا يستطيع أشخاص من ذوي الأداء العالي، كما في حالة ميشيل، العمل بشكل يدوي، ومن ثم نتوقع أن تنقذها عدة جلسات من الشعور بالإرهاق.
حتى نتعلم الإدارة الذاتية، يكمن التحدي الذي يواجهه أشخاص مثل ميشيل في تعلم كيفية إبقاء ضغوط التكنولوجيا على المحك. يتطلب ذلك القدرة على ضبط النفس. يتعين على القادة إيجاد بيئة عمل تلبي حاجة الإنسان للتواصل، وفي الوقت ذاته تمكنه أيضا من الانقطاع عن التواصل في بعض الأوقات. يتعلق الأمر باستعادة ما كان يطلق عليه في الماضي "الفضاء المقدس" - المساحة المخصصة للتفكير والتفكير الإبداعي.
لتحرير أنفسهم وموظفيهم من سجن الضغوط التكنولوجية، يتعين على التنفيذيين وضع حدود واضحة لكيفية ومتى يستخدمون أدوات الاتصال الرقمية. قد يشمل ذلك إرشادات حول وقت الاستجابة المناسب لكل وسيلة اتصال. وسنورد هنا بعض المقترحات:
• بالنسبة للبريد الإلكتروني لا يتعين علينا الرد بشكل فوري، ويمكن معالجة الأمور العاجلة بمكالمة هاتفية.
• يجب منع الموظفين من الوصول لبريدهم الإلكتروني خارج أوقات العمل أو خلال العطل.
• لا يجب على الأشخاص البقاء في العمل بعد انتهاء الدوام، إلا في حال استدعى الأمر، وينطبق ذلك على الاجتماعات الافتراضية خارج ساعات العمل.
هناك وسيلة أخرى لمحاربة ضغوط التكنولوجيا، من خلال وضع رسالة تلقائية تخطر المرسل أنه تم تسلم رسالته وسيتم التعامل معها في إطار زمني محدد، على سبيل المثال خصص ساعة في الصباح وساعة في المساء.
هناك فرق بين الاستجابة السريعة والاستجابة التي تضيف قيمة حقيقية. في هذا السياق، من الجدير أن نوضح أنه لا يوجد أحد في العمل يتوقع منه أن يعلم كل شيء.
وحول نظرية العمل بذكاء يعود الأمر إلى القادة فيما رغبوا في تعزيز عقلية "العمل بذكاء" التي تشجع على أخذ فترة راحة للتأمل. حتى عندما يبدو الأمر أننا لا نفعل شيئا، لكن دماغنا يعمل على أمور مهمة بشكل غير ظاهر. بتطبيق ذلك على أرض الواقع، هل ستقضي وقتك في تصفح الرسائل أو الاتصال بأعضاء فريقك والعملاء؟ أم هل يجب أن يكون هناك وقت للانفصال عن العمل لمواكبة التطورات السياسية والاقتصادية؟ هل ستستغل ذلك الوقت في قراءة بعض القصص، أو مجرد النظر من النافذة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية؟
إذا لم تتح لك الفرصة لتخصيص وقت للتفكير عندما تكون في العمل، لماذا لا تخرج لبرهة قصيرة لتنشق الهواء والتنزه؟ كما يمكن أن تأخذ غفوة قصيرة، حيث ثبت أنها وسيلة جيدة لتحفيز النشاط والذاكرة والقدرة على صنع القرار.
هناك عديد من الطرق للانفصال عن العالم الافتراضي وإنشاء المساحة اللازمة للقيام بأمور مهمة، مثل إعادة التفكير في استراتيجية الشركة أو وضع رؤية للمستقبل. إن لحظات الانفصال المدروسة هي بمنزلة قوة تعويضية ضد السلوكيات القهرية التي يحركها الدوبامين.
يجب أن يبذل التنفيذيون قصارى جهدهم لتفادي أن يصبحوا ضحية العالم الرقمي. من الجيد أن يدركوا أنه كلما زاد ارتباطهم بالعالم الرقمي، انفصلوا عن العالم الواقعي. على الرغم من أن أدوات الاتصال لها استخدامات، إلا أن تأثير التواصل وجها لوجه يكون أكبر وذا معنى.