التهافت على المواهب التكنولوجية «3 من 3»

بعض أجزاء العالم لا يمكنه تقديم مرتبات تنافسية أو أسلوب حياة جذاب لاستقطاب الموظفين المهرة، ما يؤدي إلى لجوء الشركات إلى عمالة تعيش في أماكن بعيدة قد لا تضطر إلى الانتقال فعليا من أجل تغيير الوظيفة. غير أن هذا سلاح ذو حدين. يقول إيجور روبنشتاين، مدير عام شركة يوكرين تك Ukraine Tech، وهي شركة توظيف في مجال تكنولوجيا المعلومات في كييف، إن الاعتماد على العمالة البعيدة يجعل من الأسهل بكثير على الشركات الدولية اقتناص الموظفين من بعضها بعضا. فعلى الرغم من كل شيء، حسب قوله، "ثمة نقص في العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم".
وعندما لا يكون توظيف العاملين في مجال التكنولوجيا من الخارج خيارا متاحا، تسعى بعض الشركات والحكومات إلى تدريب العاملين لديها. فتتطلع كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا إلى شركة جوجل لتدريب عشرة ملايين من العاملين ذوي المهارات العالية. وأطلقت عملاق التكنولوجيا برنامجا تدريبيا مجانيا يهدف إلى سد ما يسمى "الفجوة الرقمية" بين الأمم الغنية والفقيرة، بدءا من آذار (مارس) 2017 . ويقول السكان المحليون إن الخدمات المقدمة ذات طابع أساسي إلى حد ما، ولكنها مجانية ومطلوبة بشدة، خاصة في المناطق الريفية.
وسيساعد البرنامج على سد العجز في العمالة الماهرة الذي يواجه إندوبوسي إيككوي الذي بدأ شركة تصميم إلكتروني في نيجيريا في عام 2010.
يقول إيككوي، مؤسس شركة فيرست أتلانتيك First Atlantic لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة، إن قلة من السكان المحليين يتمتعون بالمهارات المتخصصة التي يبحث عنها كثيرا، وغالبا ما يعملون في الشركات المبتدئة ذات الأجور المرتفعة التي تحصل على تمويل أجنبي أو يديرون شركاتهم الخاصة. وأضاف أن توظيف العمالة ذات المهارة العالية من القارات الأخرى غالبا ما يكون غير عملي نظرا لصعوبة مضاهاة الأجور الدولية.
وكان الحل الذي توصل إليه هو الدخول في شراكات مع الجامعات المحلية لتنظيم حلقات تطبيقية وعقد دورات تدريبية لتهيئة العمالة الجديدة القادرة على تولي دفة العمل في أحدث تقنيات الشركة، ومنها أجهزة الاستشعار التي تساعد المزارعين على زيادة الإنتاجية.
ويقول إيككوي: "وفور تخرجهم ينضمون إلينا؛ فنحن نزودهم بخرائط الطريق للتقنيات الناشئة".
لكن هذا الحل، حسب قوله، قد يشكل تحديا جديدا، وهو التصدي لمحاولات الشركات متعددة الجنسيات التي تتعقب العمالة الماهرة من اقتناص العمالة التي استثمر فيها كثيرا.
وقد اضطر في بعض الأحيان إلى اتخاذ إجراءات متطرفة. فبعد أن تم إغراء عدد من موظفيه لترك العمل، نقل مقر شركته من لاجوس إلى أويري، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة، على بعد ساعة بالطائرة عن العاصمة، حيث يوجد عدد أقل من المنافسين وتقل كثيرا حركة المرور والتلوث. ويقول إن الميزة الأخرى التي تحققت له بالعمل خارج العاصمة هي تراجع احتمالات اقتناص موظفيه في فرق التصميم والخدمات التقنية.
وفي ويلينجتون، اتخذ مديرو المدن نهجا معاكسا، ألا وهو إحضار كيد المطور لدى شركة زيرو المحدودة وغيره من العمالة بالطائرة للالتقاء بالباحثين عن موظفين من عدد من الشركات المختلفة. ويقول ديفيد بيركس، المدير العام لوكالة التنمية الاقتصادية الإقليمية في ويلينجتون، إنه على الرغم من أن الشركات كانت تتنافس فيما بينها فعليا على المجموعة نفسها من المرشحين، فقد نجح البرنامج في اجتذاب الآلاف من المتقدمين المؤهلين.
ويقول بيركس إن الشراكة مع الشركات المحلية مثل شركة زيرو Xero كانت حاسمة في نجاح البرنامج في اجتذاب مرشحين مؤهلين من حول العالم.
وقد كانت البيئة الخلابة المحيطة، بما فيها شواطئ المحيط ذات المياه الزرقاء وقمم الجبال المكسوة بالأشجار، من العوامل الجاذبة أيضا. ويقول كيد في هذا الصدد: "ليست هناك مدينة أجمل من ويلينجتون في يوم صحو"، مضيفا أنه يشعر في نيوزيلندا الآن وكأنه في وطنه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي