تجاوز الصعاب في الهند «2 من 3»

من شأن تكافؤ الفرص في الحصول على التمويل وتشجيع ريادة الأعمال النسائية زيادة إجمالي الناتج المحلي والحد من البطالة، وذلك حسب دراسة صادرة عن صندوق النقد الدولي في عام 2018 بعنوان: Closing Gender Gaps in India Does Increasing Women’s Access to Finance Help؟ ووفقا للدراسة، فإن المنافع الممكنة تبلغ أقصى مبلغ لها ــ زيادة بنسبة 6.8 في المائة في إجمالي الناتج المحلي ــ إذا ما قامت الهند أيضا بتبسيط القواعد المعقدة للغاية التي تنظم سوق العمل وتحسين مهارات المرأة.
وتقول سيري شاهال، مؤسسة منظمة SHEROES، وهي عبارة عن منتدى مجتمعي يتيح للنساء التواصل مع مرشدين من خلال الهاتف أو عبر تطبيق إلكتروني، "في حالة نمو الاقتصاد بنسبة 9 في المائة إلى 10 في المائة باستمرار خلال العقود الثلاثة التالية، سيتعين علينا إنشاء نظم اقتصادية صالحة لدعم ريادة الأعمال النسائية بجميع أنواعها".
وقد ساعدت المنظمة ضحايا العنف الأسري، مثل ساثيا سونداري التي تعيش في ولاية تاميل نادو الجنوبية. فعندما خرجت من علاقة مسيئة، وجدت نفسها بدون أي وسائل دعم. ولجأت إلى المنظمة التي ساعدتها في بدء مشروع صالون تجميل للسيدات.
وتتذكر سونداري قائلة "لم تكن لدي المعرفة اللازمة لإدارة أي مشروع. وقد بعثت المنظمة بمدربين لتزويدي بالتدريب ومجموعة من الإرشادات، كما أطلقت حملة تمويل جماعي لمساعدتي في بدء المشروع الخاص بي". وتمكنت الحملة من جمع المبلغ المطلوب في ستة أيام فقط في عام 2017. ويدر عليها صالون التجميل في الوقت الحالي نحو 800 روبية "113 دولارا أمريكيا" شهريا، ويزداد هذا المبلغ إلى 15 ألف روبية خلال موسم حفلات الزفاف في الفترة ما بين كانون الأول (ديسمبر) وآذار (مارس). ويتجاوز هذا الدخل وسيط الدخل الشهري للأسرة الذي يبلغ 7269 روبية في المناطق الريفية بمقاطعة تاميل نادو.
ويعد عدم المساواة في الحصول على التعليم من المعوقات الأساسية الأخرى. إذ يبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين النساء في الهند 64 في المائة مقابل 82 في المائة بين الرجال. وليس من قبيل المصادفة أن الولايات التي يزداد فيها معدل الإلمام بالقراءة والكتابة يزداد فيها أيضا عدد أصحاب المشروعات من النساء.
فحسب التعداد الاقتصادي السادس، يقع ما يزيد على نصف جميع الوحدات الصناعية الصغيرة التي تديرها النساء بالهند في المنطقة التي تضم الولايات الهندية الأربع في أقصى الجنوب إضافة إلى ولاية ماهاراشترا حيث يتجاوز معدل الإلمام بالقراءة والكتابة المتوسط الوطني.
ولكن أصحاب المشروعات من النساء في المناطق الحضرية في الهند حيث تعيش النخبة المتعلمة يواجهن التمييز هن أيضا. وميجنا ساروجي التي تعيش في نيودلهي إحدى هؤلاء. فهي تدير تطبيق StyleDotMe، وهو أحد تطبيقات الموضة الذي يستخدم في تحميل صور المستخدمين وهم يرتدون ملابس مختلفة لمعرفة آراء المستخدمين الآخرين في هذه الملابس على نحو فوري. وتتذكر تجربتها عندما كانت تحاول الحصول على رأسمال لبدء مشروعها في عالم التكنولوجيا الذي يسيطر عليه الذكور.
وتقول "لقد سئلت مرات عديدة عن مصير المشروع عندما أتزوج وأرزق بطفل. وهناك آخرون لم يكونوا على يقين بأن مشروعا ترأسه امرأة سيتمكن من جذب أي مستثمرين على الإطلاق".
وفي نهاية المطاف، حصلت على تمويل لمرتين متتاليتين بقيمة إجمالية بلغت 322 ألف دولار أمريكي في عامي 2016 و2017 من خلال شبكة Indian Angel Network. وأطلق تطبيق StyleDotMe العام الماضي منصة واقعية تفاعلية لعرض المجوهرات باسم mirrAr.
وينبغي أن تكون قصة نجاح ميجنا ساروجي هي القاعدة، ولكن الأمر ليس كذلك. فوفقا لبادماجا روباريل، المؤسس المشارك لشبكة Indian Angel Network ورئيستها، لا تدير النساء إلا نحو ربع محفظة الصندوق التي تضم ما يزيد على 130 مشروعا جديدا. وتقول روباريل إنه من بين عشرة آلاف صفقة تعرض على الشبكة سنويا، تسهم النساء فيها بأقل من الثلث.
وتقول ديبجاني جوش، رئيس الجمعية الوطنية لشركات البرامج والخدمات، "لا تسعى المرأة إلى تعديل السياسات أو القواعد التنظيمية، بل إلى الحضور بصورة أكبر وتغيير الفكر السائد. ويجب على الهند أن تنضج وأن تدرك أنه لا داعي للخوف من تقاسم الفرص بالتساوي مع النساء".
ولكن توجد أيضا بعض بوادر التقدم في المجال التكنولوجي. فقد شهدت شبكة Indian Angel Network على سبيل المثال زيادة في عدد طلبات التمويل المقدمة من النساء من 10 في المائة منذ أربع سنوات إلى 30 في المائة في الوقت الحالي. وتقول جوش "بدأ المستثمرون يدركون شيئا فشيئا أنه يتعين النظر إلى مزايا الأفكار المطروحة وليس إلى نوع جنس صاحب الفكرة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي