التحول نحو ريادة الأعمال «1»

بحسب بعض التقديرات، يتم إنشاء ثلاث شركات ناشئة كل ثانية. تعزى هذه الظاهرة بشكل جزئي إلى الابتكار والأداء الاقتصادي، وتعد دورة حياة الشركات القصيرة عاملا مساهما أيضا. ولتوضيح هذا الاتجاه، درسنا مسار ثلاثة من التنفيذيين ممن حققوا قفزة عقب مسيرة مهنية طويلة.
على الرغم من كونه نشأ في عائلة هولندية تقلد أفرادها مهام إدارية، لم يدفع ذلك آندريه لأن يصبح رائد أعمال. فعمله كمتدرب في شركة فولكس واجن في ألمانيا، عرفه على الجانب القديم الطراز بحياة الشركة. ترك الشركة بعد ستة أشهر ليلتحق بشركة صغيرة من ستة أشخاص تعزز الابتكار والإبداع عند الموظفين.
مع الأسف لم تستمر الشركة، ما دفع آندريه إلى الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية إنسياد، ليزاول بعدها عملا في شركة استشارات دولية، تقاضى عنه راتبا مناسبا كرب أسرة. لم يكن راضيا عن آراء جميع عملائه ليدرك بعدها أنه لم يكن مستشارا على أرض الواقع بل يقوم بالأعمال بنفسه.
بعد فترة قصيرة من عمله كمؤسس مشارك في شركة رأسمال مغامر انهارت بعدها، عاد آندريه إلى عالم الشركات، هذه المرة مع شركة بون هولدينجز، وهي شركة هولندية كبرى تعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات، استطاع آندريه أن يتسلق السلم الوظيفي بسرعة ليصبح الرئيس التنفيذي لقسم المعلومات. انتقل بعد عقد من الزمن قضاه في الشركة إلى شركة أمريكية، لم تكن بيئة مناسبة للاندماج الثقافي. استنتج آندريه لاحقا أنه يفضل بيئة عمل أصغر. فانضم إلى شركة تكنولوجيا معلومات لصقل مهاراته، والتحضير لإطلاق شركته الخاصة. أمضى آندريه سنتين في تلك الشركة لتأتي إليه الفرصة التي ينتظرها على طبق من فضة. طلب منه صديقه أن يساعده في التفكير بفكرة مشروع يتعلق بالتخزين السحابي. هذا التعاون كان شرارة ليتخذ قراره في النهاية بالمشاركة في تأسيس شركة Cambrian Technologies.
اتفق الثنائي على القضايا المهمة، مثل السيولة والمخاطر، فلم يرغب كل منهما المغامرة بكل شيء ولا سيما كون أولادهما في الجامعة. دفعهما ذلك إلى تبني نموذج هجين للشركات الناشئة: قسما وقتهما بين استشارات التخزين السحابي (حيث لا توجد تكاليف تشغيلية)، وعمل عروضهما المستهدفة (التي تتطلب كثيرا من النفقات). كان آندريه شاكرا لفشله في السابق في شركة رأس المال المغامر. فقد علمته أهمية وجود خطة مالية. فما نصيحته لرواد الأعمال المستقبليين؟ الاكتفاء الذاتي والتفكير بالقضايا التي تتعلق بالسيولة مقدما. ويوصي بامتلاك خبرة بالشركات الناشئة إن أمكن والتعلم من التجارب الفاشلة. وأخيرا، اختيار الأشخاص الذين تتعامل معهم بعناية، ليس فقط الموظفين وزملائك في العمل بل عملائك أيضا.

غريزة البقاء
شغل ريكاردو على مدى 25 عاما عدة مناصب في شركات متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة ما جعله مؤمنا ماديا. ولكن كان لذلك جانب سلبي، حيث رافقته حالة من القلق والضيق مرتبطة بالمهام الكثيرة الملقاة على عاتقه في بيئة عمل لا ترحم، حيث كان يشعر بأن البساط قد يسحب من تحته في أي وقت.
استمتع في البداية بفكرة السفر حول العالم، ولكنه سئم قضاء وقته على متن الطائرة. ووجد أن شبكة علاقاته لم تسعفه في موطنه إسبانيا، فمسؤولو التوظيف المحليون لم يفكروا فيه. في النهاية، أثار برنامج تنفيذي اهتمامه بعالم ريادة الأعمال. سرعان ما لجأ ريكاردو إلى الأصدقاء وشبكة علاقاته للتفكير في مشروع...يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي