رفع وعي الصغار بمخاطر الإنترنت يحد من تعرضهم لها

رفع وعي الصغار بمخاطر الإنترنت يحد من تعرضهم لها

يحتاج أولياء الأمور اليوم إلى برمجيات شاملة لمساعدتهم على التصدي للتحديات الكبيرة المتمثلة بحماية أطفالهم عبر الإنترنت من تهديدات المحتوى الضار والرقابة على ما يتصفحونه، لكي لا يصبحوا في وقت من الأوقات عرضة للمحتوى الضار أو غير المناسب لهم، وهو الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا أمام الجميع نظرا لانتشار الأجهزة الذكية بين أيدي صغار السن مع صعوبة السيطرة عليها.
ويكافح عديد من الآباء في سبيل حماية أبنائهم من التعرض للمخاطر والتهديدات الإلكترونية التي ينطوي عليها العالم الافتراضي، في ظل طول الأوقات التي يقضيها الأطفال على الإنترنت. وتشمل هذه المخاطر الاطلاع على محتوى غير مناسب، أو الوقوع ضحية للتنمر عبر الإنترنت، أو مشاركة الآخرين بيانات خاصة من دون قصد. ويستخدم أكثر من نصف الأطفال الذين تراوح سنهم بين السادسة والتاسعة الإنترنت كل يوم، في حين يرى 38 في المائة من أولياء الأمور في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أنهم لا يستطيعون التحكم في ما يراه أطفالهم على الإنترنت. ويتحتم على أولياء الأمور أن يكفلوا الحماية لأطفالهم من التهديدات المتنامية على الإنترنت، ولا سيما مع افتقار أنظمة التشغيل إلى أدوات الحماية المناسبة.
وبحسب استطلاع أجرته شركة جوجل ضم مجموعة من الأهالي والمعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبين أن أغلبية المشتركين يؤيدون أهمية تعليم الأطفال أسس البقاء في أمان على الإنترنت بدءا من سن العاشرة. كما أظهر الاستطلاع أن 43 في المائة من المعلمين يناشدون الأهالي بتكريس مزيد من الوقت لتعليم الأطفال في المنزل كيفية البقاء في أمان على الإنترنت. وقد أعرب نحو 85 في المائة من المعلمين رغبتهم في الحصول على مواد تعليمية لتعريف الطلاب بالأمان على الإنترنت والمواطنة الرقمية.
وتزامنا مع "اليوم العالمي للإنترنت الآمن"، دعت "جوجل" الجميع إلى تعزيز مستوى الأمان عند تصفح الإنترنت من خلال أخذ المعايير والوسائل بعين الاعتبار، التي ستمكن من توجيه المستخدمين الصغار للحصول على تصفح آمن التي تركزت في تحديث التطبيقات بشكل دوري، واستخدام كلمات مرور فريدة لكل حساب، وتحديد رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني لاسترداد المعلومات، واستخدام تطبيقات خاصة بتأمين عمليات التصفح وحجب المحتوى غير المناسب عن الأطفال.
تكمن أهمية تحديث البرمجيات بشكل دوري، في المساعدة على حماية أنشطة المستخدمين على الإنترنت، لذلك يجب دوما استخدام أحدث إصدارات البرمجيات عبر متصفحات الإنترنت، وأنظمة التشغيل، والتطبيقات على جميع الأجهزة، كما أن استخدام كلمة المرور نفسها لتسجيل الدخول إلى حسابات متعددة يزيد من مخاطر الأمان. فالأمر يشبه استخدام المفتاح نفسه لقفل المنزل والسيارة والمكتب، فإذا تمكن شخص ما من الوصول إلى أحدها، فقد يخترقها كلها. لذا، يجب تخصيص كلمة مرور فريدة لكل حساب لإزالة هذه المخاطر وتعزيز أمان الحسابات. والتأكد أيضا من صعوبة تخمين كل كلمة منها، وأن تتكون من ثمانية أحرف على الأقل، ويمكن استخدام مدير كلمات المرور للمساعدة على إعداد كلمات مرور لجميع الحسابات على الإنترنت وحمايتها ومتابعتها.
يعمل كل من رقم الهاتف أو العنوان كبريد إلكتروني على المساعدة على استرداد الحسابات بشكل أسرع في حال تعذر الوصول أو تسجيل الدخول إلى الحساب. كما أنها خطوة مهمة لتطبيق ميزة التحقق بخطوتين، حيث إن ذلك يتطلب القيام بخطوة إضافية لتسجيل الدخول إلى الحساب- إلى جانب إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور- وهي إدخال رمز مكون من أربعة أو ستة أرقام يتم إنشاؤها عشوائيا لتقليل فرصة دخول شخص ما بشكل غير مصرح به إلى الحساب.
ولتعزيز حماية الأطفال، يجب التحدث إليهم في مرحلة مبكرة عن السلامة على الإنترنت مع تحديد قواعد أساسية لاستخدامهم الإنترنت.
من المهم تعليم الأطفال أساسيات السلامة واستخدام الإنترنت قبل منحهم أي جهاز إلكتروني. وكخطوة أولى، يمكن الاطلاع إلى منهاج "أبطال الإنترنت" المتوافر حاليا على الإنترنت، الذي يهدف إلى تعليم الأطفال كيفية البقاء في أمان على الإنترنت: كيفية إعداد كلمات مرور قوية، وتحديد الأشياء المناسبة لمشاركتها عبر الإنترنت، وكيفية اكتشاف عمليات الخداع الإلكترونية، ومتى يجدر بهم استشارة شخص بالغ وموثوق به. كما يمكنهم تعزيز جميع هذه الجوانب من خلال المشاركة بلعبة عالم الإنترنت.
وفي سياق متصل كشفت شركة نورتون لأمن المعلومات عن أمور يجب أخذها بعين الاعتبار لحماية المستخدمين لأبنائهم التي تتمثل في فتح باب الحوار المستمر مع الأطفال حول تجاربهم على الإنترنت وكيف يحافظون على سلامتهم خلال فترات دخولهم على الإنترنت.
وتعليم الأبناء استخدام كلمات سر قوية على كل حساباتهم، وألا يشاركوها مع أي شخص، حتى أصدقاءهم، ووضع مجموعة من القواعد لاستخدام الإنترنت داخل المنزل، من تنزيل الملفات إلى المواقع التي يمكن لأولادهم زيارتها وتعريفهم بالمضايقات الإلكترونية. يأتي ذلك في الوقت الذي يرتبط فيه انخفاض معدلات التجارب السيئة على الإنترنت بالحوار المفتوح بين الآباء والأبناء حول الأمان على هذه المنصات الرقمية.
كما يجب أيضا تعريف الأبناء بخطورة مشاركة البيانات ومقاطع الفيديو والصور الشخصية، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، فكل شيء تتم مشاركته على الإنترنت، يعمل كعلامة رقمية لأطفالهم، تصعب إزالتها فيما بعد بشكل كامل. لذا يجب على الآباء أن يتأكدوا من أن أولادهم لا يشاركون أي محتوى قد يساعد على اختراق خصوصيتهم، وإلا فقد يتسبب لهم ذلك في متاعب عندما يكبرون.
غالبا ما يحاول الأطفال محاكاة سلوك والديهم، لذا يجب عليهم أن يصبحوا مثالا يحتذى به في التعامل مع الإنترنت بأمان.
كما يجب تشجيع الأطفال على التمعن قبل النقر على أي رابط، سواء كانوا يبحثون في مواقع الفيديو، أو يتلقون رابطا غير معروف في بريد إلكتروني، أو يتصفحون الويب ويرون النوافذ المنبثقة والإعلانات، لذا يجب تذكيرهم بعدم الضغط على الروابط التي قد تقودهم إلى مواقع خطرة أو غير مناسبة.

الأكثر قراءة