تذبذب أداء الشبكات الاجتماعية في 2018.. والتحدي قائم على استمراريتها
لطالما شكلت شبكات التواصل الاجتماعي بأنواعها كافة الوجهة الأولى للمستخدمين عند دخولهم إلى شبكة الإنترنت مباشرة سواء كان عبر أجهزة الكمبيوتر أو حتى الهواتف الذكية، إلا أن معظم الشبكات الاجتماعية شهدت تذبذبات كبيرة خلال العام الماضي من حيث عدد المستخدمين وثقتهم بها أو بمحتواها أو بآرائهم والتطورات والتحسينات التي تم تطبيقها على هذه المنصات.
عام 2018 كان صعبا على "فيسبوك"
قد تكون شركة فيسبوك هي أكبر المتأثرين في العام الماضي، بسبب عملية تسريب البيانات التي تعرضت لها، وبسبب صلاحيات تطبيقات "الطرف الثالث"، الأمر الذي جعل مارك زوكربيرج يستدعى للشاهدة أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، بسبب قضية خصوصية البيانات، وهو ما جعل الشركة تتخذ خطوات جريئة بتقييد الوصول إلى واجهات برمجة التطبيقات وتقييد خيارات استهداف الإعلانات، وخفض عديد من الطرق المحببة التي يمكن أن تستهدفها جهات التسويق باستخدام ميزات مثل الجماهير المخصصة.
تصميم "سناب شات" أفقده الملايين
تطبيق التدوين الاجتماعي عبر الصور وفيديو "سناب شات" لم يكن حظه أفضل من "فيسبوك" المالكة لـ"إنستجرام" المنافس له، فالجميع يذكر التحديث الأكبر في تاريخ "سناب شات" في مايو الماضي، حين أطلقت التطبيق بتصميم جديد كليا أثار غضب مستخدمي التطبيق وانتهى الأمر إلى توقيع 1.2 مليون شخص على عريضة تطلب من الشركة استعادة واجهة المستخدم السابقة، وهو ما أدى إلى تقلص عدد المستخدمين النشطين بنسبة 1.5 في المائة ليصلوا إلى 188 مليون مستخدم نشط خلال الربع الثاني من عام 2018.
GDPR قلب الموازين
لم تعتقد الشركات العاملة في فضاء الإنترنت، خاصة شبكات التواصل الاجتماعي أن تفتح اللائحة العامة لحماية البيانات أو ما تعرف بـ GDPR في عام 2018 الباب أمام عديد من التهم والتحقيقات لانتهاك هذه الشركات حقوق وخصوصية المستخدمين، الذي دخل حيز التنفيذ في 25 مايو الماضي، وهو عبارة عن قانون خصوصية صادر عن الاتحاد الأوروبي لمنح المواطنين القدرة على التحكم في بياناتهم الشخصية، والتي أثرت بشكل مباشر على كيفية تعامل مواقع الإنترنت كلها مع بيانات المستخدمين، كما كان لها تأثير قوي ومستمر على جمع وتخزين المعلومات الشخصية للمستخدمين، وعلى العلامات التجارية التي تستخدم البيانات لغرض أنشطة التسويق الرقمي، والتي باتت تشمل عناوين بروتوكول الإنترنت، والبيانات السلوكية، وبيانات الموقع الجغرافي، والبيانات البيومترية، والمعلومات المالية، وغيرها.
مقاطع الفيديو والقصص في الصدارة
لاحظ الجميع تغير سلوكيات المستخدمين وبحثهم عن المحتوى القصير والمباشر خاصة في مقاطع الفيديو، وهذا ما قلب الطاولة على عديد من التطبيقات وسلط الضوء على تطبيقات أخرى، حيث تمكن تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة TikTok الصيني من تحقيق مكاسب هائلة خارج الصين، حيث استحوذ على أكثر من نصف مليار مستخدم منهم 40 في المائة خارج الصين، وذلك بعد أن أصبح التطبيق الأكثر تحميلا من متجر آب ستور خلال النصف الأول من عام 2018، متفوقا على تنزيلات تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخلال الربع الثالث من العام الماضي نمى معدل تحميل التطبيق ليصل إلى خمسة أضعاف على أساس سنوي، الأمر الذي يعطي مؤشرا على الأهمية البالغة التي يوليها المستخدمون لهذا النوع من التطبيقات.