حذرت شركات الطيران العالمية أمس من تصاعد التوترات التجارية العالمية، مشيرة إلى أنها قد تضر بقطاع الطيران والاقتصاد العالمي.
ووفقا لـ "رويترز"، قال ألكسندر دي جونياك رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي يمثل معظم شركات الطيران الكبرى في العالم، إن القطاع يعتمد على حرية الحركة للسلع والأفراد.
وأضاف دي جونياك على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد، أن "أي إجراءات تقلص التجارة، ومن المرجح بالتالي أن تحد من حركة السفر - هي نبأ سيئ، ليس للاقتصاد العالمي فحسب، بل هي نبأ سيئ للغاية لهذه الصناعة".
من جهة أخرى، حذرت شركة "أمريكان إيرلاينز" من أن المسافرين قد يتحملون في نهاية المطاف زيادة في أسعار تذاكر الطيران إذا استمرت أسعار النفط مرتفعة، ما يدفع شركات الطيران إلى خفض عدد المقاعد.
وأوضح دوج باركر الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأمريكية على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" في سيدني: "إذا اتضح أن هذا سيكون الوضع الطبيعي، فسنرى بمرور الوقت طاقة ونموا أقل للصناعة، ومن ثم سترتفع الأسعار، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث في المدى القريب".
وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي يمثل نحو 280 شركة طيران تُسير 83 في المائة من حركة الطيران العالمية، ويدعم كذلك عدداً من مجالات قطاع الطيران، ويُساعد على صياغة سياساته المتعلقة بقضايا الطيران المهمة، أعلن الإثنين الماضي أنه سيخفض توقعات ربحية الصناعة هذا العام؛ بسبب ارتفاع أسعار النفط وتكلفة البنية التحتية والعمالة.
وفي الأسبوع الماضي، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع الإمارات وقطر لتسوية مزاعم شركات الطيران الأمريكية الثلاث الكبيرة بشأن تلقي شركات طيران خليجية دعما حكوميا "غير منصف".
وأضاف باركر أنه سعيد بنتائج المحادثات، لكن ينبغي رؤية مزيد من شركات الطيران الخليجية قبل أن تفكر "أمريكان أيرلاينز" في شراكة معها، معتبرا أنه "لم يمر وقت كاف لنتيقن من أن هذه الحلول سيكون لها التأثير الذي نأمله، لذا سنرى".
وحين سئل عما إذا كان يقبل باستثمارات من شركات طيران خليجية في المستقبل، أجاب باركر أن "أمريكان أيرلاينز" لا تحتاج هذه الصفقات، لكنه أضاف "نرحب بالاستثمارات من أي طرف".
ووصلت أرباح شركات الطيران العالمية بنهاية عام 2017 وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى 34.5 مليار دولار، كما نقلت هذه الشركات 3.4 مليار راكب.
ويعتقد "إياتا" أن شركات الطيران العالمية ستعاود تحقيق أرباح سنوية قياسية في 2018 بفضل تحسن الاقتصادات حول العالم وقوة الطلب على السفر، مع توقع ارتفاع أسعار التذاكر أيضا.
وأضاف الاتحاد أنه من المتوقع أن يرتفع إجمالي الأرباح 11 في المائة إلى 38.4 مليار دولار في 2018، مشيرا إلى أن الآفاق مشجعة.
ومن المتوقع أن تحقق شركات الطيران في أمريكا الشمالية وأوروبا 27.9 مليار دولار من إجمالي الأرباح البالغ 38.4 مليار دولار.
وبعد انخفاض استمر ست سنوات متتالية، من المتوقع أن يرتفع العائد على الراكب، وهو مقياس لأسعار التذاكر، بـ 3 في المائة العام المقبل بعد هبوطه 1.5 في المائة في 2017.
لكن لم تكن جميع التوقعات إيجابية، حيث تشير التقديرات إلى تراجع نمو الطلب على الشحن الجوي إلى 4.5 في المائة في 2018 بعدما سجل نموا 9.3 في المائة في 2017 بعد سنوات قليلة صعبة.
ويرى اتحاد "إياتا"، أن الزيادة المتوقعة في أسعار تذاكر الطيران تتماشى مع التضخم المتوقع، وأسهم ارتفاع إيرادات التذاكر في تحقيق شركات الطيران الأوروبية الكبرى أرباحا تفوق التوقعات هذا العام، وأعلن "إياتا" رفع توقعاته لصافي الأرباح في أوروبا إلى 9.8 مليار دولار هذا العام من 8.6 مليار دولار في التقديرات السابقة، ومن المنتظر أن تواصل الأرباح ارتفاعها لتصل إلى 11.5 مليار دولار العام المقبل.
وقال برايان بيرس كبير الاقتصاديين في "إياتا"، إنه بينما قضت المنافسة المحتدمة على بعض شركات الطيران، فإن تحسن الاقتصادات وقوة الطلب من العوامل الرئيسة وراء ارتفاع الأرباح في أوروبا.
ومن الأنباء السارة للمستثمرين في قطاع الطيران، أن من المتوقع أن يتجاوز العائد على رأس المال في القطاع تكلفة رأس المال للسنة الرابعة على التوالي في العام المقبل.

التوترات التجارية تهدد قطاع الطيران العالمي

أضف تعليق