الفالح: أسس سوق النفط العالمية تتسم بالقوة حاليا.. ومستعدون لتعديل سياسة الإنتاج في يونيو

الفالح: أسس سوق النفط العالمية تتسم بالقوة حاليا.. ومستعدون لتعديل سياسة الإنتاج في يونيو

قال خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية، إن منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك” إلى جانب روسيا قد تضخان مزيدا من النفط في الأسواق لتعويض انهيار الإنتاج في فنزويلا وتأثير العقوبات الأمريكية على إيران.
وأضاف في تصريحات تليفزيونية لـ CNN “جميع الدول المنتجة للنفط نيتها المحافظة على الأسواق بصحة عالية، وإن كان ذلك يعني تعديل سياساتنا في حزيران (يونيو)، فإننا مستعدون لذلك.”
وأضاف الفالح قائلا، “قبل عامين قمنا بسحب معدل الإنتاج، واعتقد أنه وفي المستقبل القريب سنطلق معدل الإنتاج، ومن المرجح أن يحصل ذلك في النصف الثاني من العام الجاري”، مؤكدا على أن “محادثات مكثفة أجريناها مع وزير النفط الروسي، اليكساندر نوفاك، واعتقد أننا نتفق في هذا الشأن”.
وفي سياق موازٍ، أجرى المهندس الفالح اتصالا هاتفيا بنور بكري وزير هيئة الطاقة الوطنية في جمهورية الصين الشعبية، لمناقشة التعاون المشترك القائم بين البلدين في مجال الطاقة، واستعراض الموقف الحالي في سوق النفط العالمية.
واتفق الوزيران على أن أسس سوق النفط العالمية تتسم بالقوة حاليا، وأن على جميع الأطراف بذل جهود مشتركة لضمان استقرار السوق.
وأطلع المهندس الفالح، الوزير نور بكري على مشاوراته الجارية مع أقرانه من كبريات الدول المنتجة للنفط داخل “أوبك” وخارجها، بمن فيهم وزير الطاقة الروسي، ووزير الطاقة الإماراتي الذي يشغل أيضا منصب رئيس مؤتمر “أوبك”.
وأشار الوزير نور بكري إلى أن الصين، بوصفها من كبريات الدول المستهلكة للنفط، ستواصل مراقبة التطورات التي تشهدها السوق، وأنها تأمل أن تتمكن السعودية، بالتعاون مع غيرها من الدول المعنية، من اتخاذ مزيد من الخطوات المهمة من أجل ضمان توافر إمدادات كافية من النفط الخام في الأسواق والمساهمة في تحقيق استقرار أسعار النفط العالمية.
وأكد الوزير الفالح التزام المملكة بالمحافظة على استقرار الأسواق، مشددا على أن المملكة ستعمل بالتعاون مع غيرها من الدول المنتجة على ضمان توافر إمدادات كافية لتعويض أي نقص محتمل في الإنتاج وتلبية الطلب العالمي. إلى ذلك، أفادت مصادر أمس بأن السعودية وروسيا تناقشان زيادة إنتاج النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وخارجها بنحو مليون برميل يوميا، فيما قال محمد باركيندو أمين عام المنظمة، إن شكوى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من ارتفاع الأسعار أطلقت فكرة زيادة الإنتاج.
وبحسب "رويترز"، فإن السعودية ووروسيا أصبحتا مستعدتين لتخفيف تخفيضات الإنتاج لتهدئة مخاوف المستهلكين بشأن كفاية المعروض، وأوضح المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن أي تخفيف سيكون تدريجيا لتجنب إحداث صدمة في السوق.
ومن شأن زيادة الإنتاج تخفيف القيود الصارمة المفروضة على الإمدادات والمستمرة منذ 17 شهرا وسط مخاوف من أن يكون ارتفاع السعر قد ذهب إلى مدى بعيد، مع ارتفاع النفط لأعلى مستوى منذ أواخر 2014 عند 80.50 دولار للبرميل هذا الشهر.
وقال محمد باركيندو أمين عام "أوبك"، إن المنظمة بدأت مباحثات بشأن تخفيف قيود إنتاج النفط بعد تغريدة مهمة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي غرد فيها الشهر الماضي قائلا إن "أوبك" ترفع أسعار النفط "على نحو مصطنع".
واتفقت "أوبك" ومنتجون من خارجها بقيادة روسيا على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لتقليص المخزونات العالمية، لكن فائض المخزونات في الوقت الحالي قرب المستوى المستهدف لـ"أوبك".
وقالت مصادر مطلعة إن زيادة بنحو مليون برميل يوميا سيكون من شأنها الوصول بمستوى الامتثال لقيود الإمدادات المتفق عليها إلى 100 في المائة، انخفاضا من المستوى المسجل في نيسان (أبريل) البالغ نحو 152 في المائة.
وذكر باركيندو أنه ليس غريبا أن تضغط الولايات المتحدة على "أوبك"؛ حيث إن بعض وزراء الطاقة الأمريكيين تواصلوا مع "أوبك" في الماضي، وطلبوا المساعدة في خفض الأسعار.
وانخفضت أسعار النفط بما يزيد على 2 في المائة صوب 77 دولارا للبرميل أمس، في الوقت الذي ذكرت فيه السعودية وروسيا إنهما مستعدتان لتخفيف قيود الإنتاج.
وقال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، إن التخفيضات الحالية بلغت في واقع الأمر 2.7 مليون برميل يوميا بسبب انخفاض إنتاج فنزويلا، أي ما يعادل نحو مليون برميل يوميا زيادة على التخفيضات التي جرى الاتفاق عليها في البداية، والبالغة 1.8 مليون برميل يوميا.
لكنه أحجم عن القول بما إذا كانت "أوبك" وروسيا ستتخذان قرارا لزيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا خلال اجتماعهما المقبل في 22 حزيران (يونيو).
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات الأولية يقودها وزيرا الطاقة في السعودية وروسيا تمت في سان بطرسبرج هذا الأسبوع إلى جانب نظيرهما الإماراتي الذي تتولى بلاده رئاسة "أوبك" هذا العام.
ويجتمع وزراء "أوبك" والمنتجون المستقلون في فيينا يومي 22 و23 حزيران (يونيو)، ومن المنتظر اتخاذ القرار النهائي حينئذ.
وبحسب المصادر فإن المناقشات الحالية تهدف إلى تخفيف مستوى الامتثال القياسي المرتفع بتخفيضات الإنتاج، في مسعى لتهدئة السوق بعد أن بلغ سعر النفط 80 دولارا للبرميل بفعل المخاوف بشأن نقص المعروض.
بدوره، لم يستبعد كيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أن تتحرك بلاده مع السعودية من أجل الحيلولة دون مزيد من الارتفاع في أسعار النفط. وأبلغ ديمترييف، وكالة "رويترز" بأن اتخاذ إجراء مشترك ومنسق سيكون منطقيا.
وفي الوقت الذي تستفيد فيه روسيا و"أوبك" من ارتفاع أسعار النفط، بنحو 20 في المائة منذ نهاية العام الماضي، فإن تخفيضاتهما الطوعية للإنتاج فتحت المجال أمام منتجين آخرين، مثل قطاع النفط الصخري الأمريكي الذي يعزز الإنتاج ويكسب حصة سوقية.
وأفادت المصادر بأن الرقم النهائي للإنتاج لم يُحدد بعد؛ لأن تقسيم كميات النفط الزائدة بين المشاركين في الاتفاق قد يكون أمرا صعبا.
وأضاف مصدر أن "المحادثات الآن حول خفض مستوى الامتثال إلى مئة في المائة، والأمر مرتبط بـ"أوبك" أكثر من كونه يتعلق بالمنتجين من خارجها".
وكانت مصادر في "أوبك" وفي قطاع النفط قد أشارت الثلاثاء الماضي إلى أن المنظمة قد تقرر زيادة إنتاج النفط في حزيران (يونيو)؛ بسبب القلق بشأن الإمدادات من إيران وفنزويلا، وبعدما أثارت واشنطن مخاوف من أن صعود أسعار الخام ذهب إلى مدى بعيد.
لكن المصادر تقول إنه لم يتضح ما إذا كانت الدول لديها القدرة على زيادة الإنتاج وسد أي فجوة في الإمدادات بخلاف منتجي النفط من دول الخليج بقيادة السعودية وروسيا.