رؤساء دول يدخلون على خط فضيحة «فيسبوك» .. والخسائر 9 مليارات دولار في 48 ساعة

رؤساء دول يدخلون على خط فضيحة «فيسبوك» .. والخسائر 9 مليارات دولار في 48 ساعة

خسر مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، خلال الـ48 ساعة الماضية، أكثر من تسعة مليارات دولار من قيمة أسهم الشركة، بعد فضيحة تسريب بيانات المستخدمين حول العالم.
وبحسب تحقيق مشترك لـ"نيويورك تايمز" و"الأوبزرفر" البريطانية، تمكنت "كامبريدج أناليتيكا" من جمع معلومات تتعلق بشخصية 50 مليون مستخدم لـ"فيسبوك"، للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، من خلال تطبيق للتنبؤ بشخصية المستخدم قام 270 ألف شخص بتنزيله، لكنه تمكن أيضا من الوصول لبيانات أصدقاء للمستخدمين.
ووفقا لموقع "سي إن إن"، هبطت ثروة زوكربيرج، إلى نحو 66 مليار دولار، من 75 مليارًا، ليتراجع من المركز الرابع للسادس أو السابع، بين أغنى أغنياء العالم.
وواصلت أسهم "فيسبوك" خسائرها الحادة في بورصة وول ستريت بنيويوك، بعدما فقدت الشركة نحو 60 مليار دولار من قيمتها السوقية، وتراجع سهمها بنسبة 10 في المائة خلال الأيام الماضية، بضغط من تفاقم قضية تسريب بيانات 50 مليون مستخدم دون إذن منهم.
وتراجعت أسهم "فيسبوك" بمقدار 6.8 في المائة في ختام تعاملات ناسداك وسط مخاوف من المطالبات الملحة لقوانين جديدة يمكن أن تضر بنموذج عمل الشركة، وسجلت الأسهم مزيدا من التراجع بمقدار 1 في المائة وصولا إلى 170 دولارا في تعاملات الظهيرة.
وطال التراجع عمالقة تكنولوجيا آخرين في وول ستريت بينهم آبل، وألفابيت التابعة لـ"جوجل" و"نتفليكس"، وامتدت الخسائر إلى الأسواق الآسيوية مع تراجع أسهم "سوني" في طوكيو، و"سامسونج" في سيئول، و"تنسنت" في هونج كونج.
وتفاقمت القضية بعدما أساءت شركة فيسبوك التعامل مع المسألة، عبر إعلانها أن الموضوع لا يعتبر اختراقا، ليتمَ بعد ذلك إيقافُ صفحة شركة "كامبريدج أناليتيكا" وإيقافُ إعلاناتها على موقع فيسبوك، بما يمثل شبه إقرار بالمخالفات، وعلى أثر ذلك هوى سهم "فيسبوك" بقوة وبنسبة 6 في المائة، لتظل سمعة "فيسبوك" هي الخاسر الأكبر من هذه المشكلة التي تبدو طبيعية في أن تبيع شركة بياناتها.
وتكمن المعضلة في هذه القضية الشائكة، في أن الشركة البريطانية كانت قد وعدت "فيسبوك" بشطب البيانات، لكنها ظلت تستخدمها منذ نحو سنوات، وظلت تطورها وتنميها بشكل معلوماتي متسارع حتى وصلت حصيلة تلك البيانات من مستخدمين ومتابعين لهم إلى نحو 50 مليون مستخدم، وتقوم شركة "كامبريدج أناليتيكا" بانتهاك خصوصيتهم وتستخدم بياناتهم دون إذن منهم، وتبيعها وتكسب من ورائها مالا كثيرا، بمختلف دول العالم.
إلى ذلك، قال الأكاديمي بجامعة كمبردج الذي جمع بيانات الملايين من مستخدمي "فيسبوك" إن موقع التواصل الاجتماعي ومؤسسة للاستشارات السياسية مقرها بريطانيا استخدماه ككبش فداء وإن دقة البيانات كانت موضع مبالغة.
وبحسب "رويترز"، أوضح كوجان في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن "هناك مبالغة كبيرة بشأن دقة هذه البيانات"، ورد كوجان على سؤال عما إذا كان استهداف قطاعات معينة من الناخبين يمكن أن يؤثر في الانتخابات، قائلا "أنا شخصيا لا أعتقد ذلك. أعتقد أنه لم يكن من شأنه سوى الإضرار بالحملة. وأعتقد أن ما حاولت كمبردج أناليتيكا بيعه هو سحر وزعموا أن البيانات دقيقة للغاية وأنها تخبرك بكل شيء يمكن قوله عنك. لكنني أعتقد أن الحقيقة غير ذلك".
وذكر كوجان أن "أحداث الأسبوع الأخير كانت صدمة هائلة.. في اعتقادي أنني استخدمت أساسا ككبش فداء من جانب كل من "فيسبوك" وكمبردج أناليتيكا.. كنا نعتقد أننا نقوم بشيء عادي".
وصدرت دعوات في الولايات المتحدة وخارجها تطالب بالتحقيق، بعد أن رد "فيسبوك" على تقارير عن إساءة استخدام معلومات شخصية لمستخدميه، بتعليق حساب شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية التي تعاقدت معها حملة ترامب الرئاسية عام 2016.
وفي الولايات المتحدة، طالبت إيمي كلوبوشار السناتورة الديمقراطية، والجمهوري جون كينيدي بأن يمثل مارك زوكربيرج مؤسس "فيسبوك" أمام الكونجرس مع المديرين التنفيذيين لـ"جوجل" و"تويتر".
وقال السناتوران إن شركات التواصل الاجتماعي "جمعت كميات غير مسبوقة من المعلومات الشخصية" وإن غياب المراقبة "يثير القلق إزاء نزاهة الانتخابات الأمريكية وكذلك حق الخصوصية".
وأوضح أليكس ستاموس مسؤول الأمن في "فيسبوك" أن دوره تحول إلى التركيز على المخاطر المستجدة وأمن الانتخابات في شبكة التواصل الاجتماعي العالمية.
وكشف ستاموس عن التغيرات بعد أن أوردت صحيفة نيويورك تايمز بأنه يغادر "فيسبوك" في أعقاب خلافات داخلية حول كيفية التعاطي مع المنصة المستخدمة لنشر أخبار مضللة.
وكتب ستاموس في رسالة نشرت على حسابه على "تويتر": "رغم الشائعات، ما زلت أقوم بعملي بشكل كامل في فيسبوك.. صحيح أن دوري تغيّر.. فأنا حاليا أمضي وقتا أطول في دراسة المخاطر الأمنية المستجدة والعمل على أمن الانتخابات".
وكان ستاموس قد دعا لإجراء تحقيق والكشف عن التلاعب بالأخبار على موقع التواصل الاجتماعي من جانب كيانات روسية، وسط استياء مديرين تنفيذيين كبار آخرين، بحسب ما ذكرته صحيفة تايمز نقلا عن موظفين حاليين وسابقين لم تسمهم.
وفي أوروبا، أعرب مسؤولون عن سخط مماثل، فقد وصفت فيرا جوروفا، المفوضة الأوروبية للعدل والمستهلك والمساواة بين الأجناس، تلك المعلومات بأنها "مروعة إذا تأكدت"، وتعهدت بمناقشة المخاوف في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
ونفت "كامبريدج أناليتيكا" أن تكون أساءت استخدام بيانات "فيسبوك" لمصلحة حملة ترمب، وأعلنت اليزابيث دنهام المفوضة البريطانية للمعلومات والمكلفة تنظيم القطاع في البلاد، أن مكتبها سيسعى لاستصدار مذكرة تفتيش للبحث في خوادم كمبيوترات كامبريدج أناليتيكا، مضيفة أن الشركة "لم تتجاوب" مع طلبات للوصول إلى سجلاتها، وفوتت مهلة انتهت يوم الإثنين الماضي.