في التكفير للأموات
ترددت كثيرا قبل أن أكتب عن هذا الأمر، ولكن أمانة القلم والفكر أجبرتني على إبداء الرأي، خاصة أننا أصبحنا نعيش في عالم صاخب ليس بحاجة إلى مزيد من الطائفية والتحريض والانقسامات ونشر الكراهية أكثر مما هو موجود فيه الآن، في الفترة الأخيرة دأب "البعض" ممن ينصبون أنفسهم "بمشايخة تويتر" ممن يلهثون لطلب الشهرة ولفت الانتباه، على الخوض فيما ينتظر الأموات المشاهير الراحلين خاصة ممن يختلفون معهم في المذهب والالتزام الديني والأفكار الدنيوية من عذاب شديد وغضب من الله تعالى واستقرار في نار جهنم لأبد الآبدين في الآخرة، وكأن الرحمة والجنة محصورة على فئة ممن يوافقون أفكارهم وتوجهاتهم، هذا التجاوز الخطير على الله تعالى "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" والدخول في الغيبيات بكل جرأة والتدخل في مصير عباده الأموات من استقرار في جنة أو نار، سيجعل الكثيرين يتطاولون ويستخدمون سلاح التكفير بكل سهولة دون النظر إلى العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك من استفزاز المشاعر وسوء الظن وزرع العداوات وبعث الطائفية من مرقدها كلما أوشكت على الخمود، مثل هؤلاء من "مشايخة تويتر" وغيرهم من أصحاب الهوى والتعصب المجحف الذين يحكمون بلا عدل ويدخلون في النيات فيوزعون صكوك الجنة والنار حسب أهوائهم، يجب أن تتم محاسبتهم بكل حزم قبل تأثيرهم في متابعيهم الذين قد يصدقونهم فينهجوا منهجهم المتطرف .. وهنا تكون الطامة!
لا تدري لعل لهؤلاء المشاهير الراحلين خبيئة بينهم وبين ربهم تدخلهم أعلى مراتب الجنان، فمتى يدرك هؤلاء الذين يصنفون أنفسهم من الفرقة الناجية ويكفرون الآخرين أنه لولا ستر الله عليهم لفاحت رائحة معاصيهم وذنوبهم وما مدت لهم الأيدي مصافحة، الحقيقة الدامغة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي أنه ما من إنسان عاش ومات فوق هذه الأرض ولم يرتكب ذنوبا ... مستحيل! هؤلاء المتفيقهون ممن يهدمون روح المجتمع ويضربون مفهوم التعايش في مقتل وينشرون الكراهية والطائفية ويوغرون الصدور بسوء ظنهم وتجاوزهم على الله تعالى يجب أن يتم إيقافهم والأخذ على أيديهم قبل أن تكبر طموحاتهم أكثر بكثير من مجرد تكفير الراحلين من المشاهير ...!
وخزة
روى الإمام مسلم عن جندب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدّث أن رجلا قال: "والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك".