المستقبل البطيء «1 من 2»

أنت تقرأ هذه المقالة بسبب الانخفاض المطرد والطويل في أسعار الفائدة الاسمية والحقيقية على جميع أنواع الاستثمارات الآمنة، مثل سندات الخزانة الأمريكية. وقد أسفر هذا الانخفاض حسب وصف الاقتصادي ألفين هانسن عندما رأى وضعا مماثلا في عام 1938، عن عالم نرى فيه "حالات تعاف مريضة، تموت في طفولتها وحالات كساد يغذي بعضها بعضا وتترك حالة من البطالة الصعبة التي يبدو أنها لن تتحرك" وبعبارة أخرى، عالم من الكساد طويل الأجل. ويعتقد كينيث روجوف الأستاذ في جامعة هارفارد أنها مرحلة انتقالية ـــ لن يتكلم أحد عن الكساد طويل الأجل بعد تسع سنوات. وربما يحدث ذلك. ولكن ميزان الاتجاهات يميل إلى الجانب الآخر. فلا تتوقع الأسواق المالية أن تنتهي هذه المشكلة لجيل على الأقل.
وهناك ثمانية عوامل معززة لهذا الانخفاض طويل الأجل في أسعار الفائدة الآمنة ولا تزال تدفعه:
1 - زيادة عدم المساواة في الدخل، الذي يؤدي إلى ادخار أكثر من اللازم لأن الأغنياء لا يستطيعون التفكير في شيء آخر يقومون به بأموالهم.
2 - الركود التكنولوجي والديموغرافي الذي يقلل العائد على الاستثمار ويدفع الإنفاق الاستثماري المرغوب إلى مستويات منخفضة جدا.
3 - الجهات الفاعلة غير السوقية التي لا يكون طلبها القوي على أصول سائلة وآمنة مدفوعا بتقييمات لمخاطر السوق، ولكن بعوامل اقتصادية.
4 - انهيار القدرة على تحمل المخاطر، حيث يجد القطاع المالي المتصدع نفسه في حالة استدانة مفرطة ويفشل في حشد الادخارات، وبالتالي يحدث فجوة كبيرة بين العائد على الاستثمارات التي تنطوي على مخاطر والعائد على الدين الحكومي الآمن.
5 - التضخم الفعلي والمتوقع المنخفض جدا، الذي يعني أنه حتى سعر الفائدة الاسمي الآمن الصفري يكون مرتفعا جدا لتحقيق التوازن بين الاستثمار المطلوب والادخار المخطط له لتحقيق العمالة الكاملة.
6 - الطلب المحدود على السلع الاستثمارية مقترنا بانخفاضات سريعة في أسعار تلك السلع، ما يضع ضغطا خافضا على احتمالية ربحية قطاع السلع الاستثمارية.
7 - فشل السوق في اقتصاد المعلومات ـــ وهو ما يعني أن الأسواق لا تستطيع أن تكافئ بالشكل السليم الذين يستثمرون في التكنولوجيات الجديدة، حتى عندما يكون العائد الاجتماعي لهذه التكنولوجيات ضخما ــــ ما يخفض العائد على الاستثمار الخاص ويدفع الإنفاق الاستثماري المرغوب إلى مستويات منخفضة جدا.
وللحديث بقية،،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي