خطوة مهمة في محاربة الإرهاب
السعودية من أوائل الدول في العالم التي عانت الإرهاب، وكانت ولا تزال صاحبة الريادة في محاصرته ومحاربته وتجفيف منابع تمويله، وقد حذرت منه منذ البدايات في وقت كان عديد من دول العالم تأويه وتمنح حق اللجوء للمحرضين بحجج واهية.
وقدمت الأجهزة الأمنية في السعودية نتائج مذهلة في هذا الشأن، ولم تحاربه على أراضيها فقط بل امتدت يدها الأمنية والاستخبارية إلى أكثر من منطقة في العالم، وأسهمت المعلومات التي تقدمها في إنقاذ أرواح الآلاف من الأبرياء بشهادة قادة أكثر من دولة وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا.
بالأمس خطت السعودية خطوة مهمة في حربها ضد الإرهاب وشرعت في بث رسائل مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع في المملكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي شارحة أهداف المركز العالمية بأكثر من لغة منها الإنجليزية والفرنسية والعربية.
الحرب الفكرية لا تقل أهمية وضراوة عن الحرب الأمنية ضد الإرهاب بل هي أقوى وأهم الحروب، فهي تواجه التنظيمات الإرهابية من خلال الفكر وتنوير الشباب في كل دول العالم وليس في السعودية فحسب بشأن مخاطره، وستسهم حتما في خفض معدلات الانخراط في تلك التنظيمات المشبوهة التي تعمد إلى غسل أدمغة النشء وصغار السن والتوغل في داخلهم وشحنهم بالأفكار الهدامة، فالمركز الذي يرأس الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد مجلس أمنائه يهدف إلى كشف الأخطاء والمزاعم وأساليب الخداع التي يروج لها المتطرفون والإرهابيون، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف، إضافة إلى تقديم مبادرات عديدة والتواصل مع كل الجهات المعنية بالحرب ضد الإرهاب في داخل المملكة وخارجها للتصدي له ومحاربته فكريا وأمنيا وماليا.
ويعد المركز مبادرة سعودية بمواصفات عالمية فهو يهدف للوقاية أولا وهي خير من العلاج، وتفكيك جميع الوسائل التي يسعى الفكر المتطرف من خلالها إلى تجنيد صغار السن حول العالم لتنفيذ أجندته الفاسدة وجرائمه البشعة التي تضررت منها السعودية وكل دول العالم.
الحرب العسكرية التي تخوضها السعودية بجميع أذرعها الأمنية ضد التطرف والإرهاب التي تحقق إنجازات مذهلة في كل وقت لن تتوقف، ولكنها اليوم تأخذ منحى آخر بعد أن انخرطت بالتوازي معها الحرب الفكرية التي دشنتها السعودية الأحد الماضي معلنة بداية حقبة جديدة في الحرب ضد الإرهاب وهي قادرة بلا أدنى شك على اجتثاث جذوره وتجنيب العباد والبلاد شروره.