تقليص مادة حافظة للأرز يثير مخاوف المزارعين الأوروبيين
يعتزم الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات قد تحمل تعقيدات بالغة الصعوبة على كبار موردي الأرز في القارة العجوز، حيث بدأ الاتحاد التخطيط عمليا لتقليص المستويات القصوى المسموح بها من مخلفات "تريسيكلازولي" في الأرز.
واقترحت المفوضية الأوروبية في إشعار قدمته إلى منظمة التجارة العالمية، تقليص الحدود القصوى لـ "تريسيكلازولي" في الأرز من 1 ملغ/كغ حاليا، إلى 0.01 ملغ/كغ.
وبتعيين مستوى المخلفات عند ما يسمى بـ "الحد الأقصى للكشف" فإن القواعد الجديدة ستكشف بفعالية الواردات الخارجة عن القانون من الأرز الذي تمت معاملته بمكونات تُستخدم لإخفاء نسبة الفطريات في النبات.
وتأمل البعثة التجارية الأوروبية في جنيف أن تبدأ المنظمة في تبني الأحكام الجديدة في حزيران (يونيو) 2017، على الرغم من إمكانية إرجاء التطبيق الكامل لمدة ستة أشهر، حتى بداية العام المقبل.
وأمام أعضاء منظمة التجارة الآن 60 يوما للتعليق على المقترح، أى حتى نهاية شباط (فبراير) المقبل، وستقدم المفوضية الأوروبية خطة حول الموضوع بعد دراسة مواقف الدول الأعضاء، وتبادل وجهات النظر حول الموضوع في آذار (مارس) المقبل.
وتُستخدم مخلفات "تريسيكلازولي" في البلدان التي تُنتج الأرز وأهمها الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وتايلاند، وفيتنام، علاوة على البرازيل وأورجواي وأجزاء أخرى من قارة أمريكا اللاتينية.
وكانت شركة "داو أجروسيانس" الأمريكية، وهي المصنع الرئيس لمادة "تريسيكلازولي"، قد طلبت أن تكون الحدود القصوى لهذه المادة في الأرز أعلى من 1 ملغ/كغ من أجل السماح لإيطاليا باستيراد الأرز المُعالَج بهذه المادة من البرازيل.
وفي ضوء هذا الطلب، أصدرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية توصية مضادة في عام 2013، قبل أن تمضي في إبلاغ خططها إلى منظمة التجارة العالمية.
وأصدرت الشركة الأمريكية من مقرها في مدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا تقريرا في عام 2015 يُعرف باسم "استعراض الأقران" تضمن دراسة تستعرض مساوئ ومحاسن المواد القرينة، وأثار هذا التقرير قلقا حول إمكانية وقوع آثار ضارة على البيئة والصحة البشرية جراء استخدام هذه المادة.
وبحسب معلومات استقتها "الاقتصادية" من البعثة التجارية الأوروبية في جنيف، فإن مادة "تريسيكلازولي" محظورة الاستخدام داخل التكتل الذي يضم 28 دولة منذ عام 2010، وتم تأكيد ذلك في المذكرة التي رفعتها البعثة إلى منظمة التجارة العالمية.
في المقابل، حذَّر اتحاد المزارعين الأوروبيين من أن منتجي الأرز المحليين قد يدفعون ثمن هذا الإجراء، قائلين إنه من الضروري تأمين إمدادات كافية من المنتجات التي تحمي الزرع للحفاظ على إنتاج الاتحاد الأوروبي من الأرز.
ويعتقد المزارعون الأوروبيون أنه لا يوجد بديل حقيقي لمادة "تريسيكلازولي" المحظورة، حيث تعتبر المادة الحيوية الأساس لمنع "فساد الأرز"، مشددين على أن تقليص النسبة المئوية ستكون له تأثيرات خطيرة على نوعية إنتاج حقول الأرز الأوروبية ومن ثم على أرباح العاملين في القطاع.