ستظل وطنا آمنا.. وقبلة للمسلمين

لم تكن المملكة العربية السعودية يوما من الأيام دولة وشعبا من الشامتين، ولا الفرحين بما يحدث للأشقاء أو الأصدقاء من حولنا من ابتلاءات ومصائب. ولم تسع يوما لإثارة البلابل أو الشقاق في أي مجتمع. المملكة تضم أقدس بقعتين على وجه الأرض، تهفو إليها قلوب أكثر من ملياري مسلم حول العالم، يتوجهون إليها في صلواتهم مستقبلين بيت الله الحرام. منذ أن وحدها الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ رحمه الله ــــ وهي تجعل مصالح المسلمين أولوية لها، وأولت الحرمين الشريفين رعاية واهتماما خاصا، فقد أنفقت على تطويرهما وتوسيعهما مبالغ طائلة من أجل تهيئتهما لاستقبال المسلمين التي كان آخرها ما رصد من مشاريع في السنوات الأخيرة التي سبقت عام 1434هـ التي تجاوزت 128 مليار ريال حسب تصريح الدكتور عيسى رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة (صحيفة "الرياض" 9 رمضان 1434هـ). المملكة دعمت الأشقاء في كل الدول من أجل تحقيق الاستقرار والاطمئنان، وساهمت بفضل قيادتها الحكيمة في تحقيق الاستقرار والسلم العالميين من خلال محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وساهمت في إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي دعمته بمبلغ 100 مليون دولار. المملكة تعتبر من أكبر الدول الداعمة لبرامج الأمم المتحدة الإنسانية والتنموية، حيث قدمت بين عامي 1990 و2013 مساعدات خارجية تجاوزت 187.3 مليار ريال (صحيفة "الرياض" 6 رمضان 1434هـ) وقد بلغ مجموع المساعدات السعودية بين عامي 2005 و2014 ما يزيد على 165 مليار ريال (صحيفة "الوطن" 5 يوليو 2016). إضافة إلى كثير من الهبات والمساعدات التي قدمتها المملكة من أجل تحقيق السلم والرخاء الدولي والإقليمي مما لا يتسع المقام لذكرها.
كل ذلك النجاح وتلك المكانة الإسلامية والدولية التي تحظي بها المملكة لم تكن حائلا ضد الأحقاد أو الأطماع التي يحيكها لنا أعداء الأمة. كثير من ممارسات الاستهداف تتعرض لها المملكة من أجل تشويه صورتها العالمية البراقة، ومن أجل القضاء على شبابها وقوتها البشرية التي تراهن عليها. ورغم هذه الأحقاد التي لم تعد خافية على أحد من العقلاء، ستظل المملكة قبلة المسلمين وراعية الحرمين الشريفين، ومملكة الإنسانية بما تقدمه للإنسانية جمعاء من خير ودعم ورعاية. ويظل ما تتعرض له المملكة من أعمال استهدافا لهز مكانتها الدولية والإسلامية، وما يتعرض له بعض شبابها من اختراق وتغرير لأجل تحقيق مصالح الأعداء على حساب الوطن ومكوناته. كل هذه الأمور ستظل ضمن محيط مسيطر عليه، ولهذا البلد أبناء وجنود أوفياء وهبوا أنفسهم لحمايته والمحافظة على مكتسباته من كيد الأعداء والحاقدين، وسنظل مؤمنين بوعد الله ـــ عز وجل ـــ "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" سورة الحج، آية 40.
واجهت المملكة أحداثا أليمة في السنوات الأخيرة، وبالأخص في هذا الشهر الفضيل من حوادث قتل تبناها أتباع الفكر الضال ممن تأثروا بـ «داعش» وأخواتها، رغم أن المملكة تُقاتل على أكثر من جبهة لحماية حدودها الجنوبية من اعتداء الضالين، وسعيها الحثيث لإعادة الأمل والاستقرار لليمن الشقيق، وتخصص عددا كبيرا من رجال أمنها لحماية المقدسات وتوفير الراحة والاطمئنان لزائري الحرمين الشريفين. رغم ذلك ستظل المملكة قوية بقادتها وأبنائها وجنودها وستسخر جميع الإمكانات لحماية المقدسات الإسلامية، وخدمة الزوار والحجاج والمعتمرين، وستظل شامخة أبية رغم الحاقدين.
حفظ الله بلادنا من كل أذى وشر، وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي