بَلِيْنا وما تَبْلَى النجومُ الطوالعُ وتبقى الجبالُ بَعْدَنا والمصانعُ

كـثـيرا مـا نـسمعهم يُخطِئون في قراءة هذا البيت المشهور وهو للبيد بن ربيعة، فيقولون: بُلِيْنا – بضمِّ الباء، وكسر اللام مِن (البلْوَى)، وهذا خطأ، والصواب: بَلِيْنا – بفتح الباء، وكسر اللام – من (البـِلَى) وهو الفناء؛ لأنَّ الشاعر يتحدَّث هنا عن الفناء فكلّ الناس صائرون إلى فناء وتبقى حركة الزمان مستمرة فالنجوم طوالع والجبال والبيوت ثابتة جاء في الوسيط: «(بَلِيَ) الثَّوْبُ – بـِلىً وبَلَاء: رَثَّ، والدار ونحوها: فَنِيَت».
و»(بَلَاهُ) بَلْواً، وبَلَاء: اخْتَبَرَهَ» أي أنه يقال: بلاه يبلوه إذا جَرَّبه واختبره، وبُلِىَ وابْتُلِي إذا امتُحِنَ كذلك.
والشاعر هنا لا يريد البَلْوى أو البلاء وهو الامتحان ولكنه يريد (الفناء)، من بَلِيَ يَبْلَى فهو بَال أي خَلِقَ وفَنِيَ.
إذنْ، قُـلْ: بَـلِيْنا بـفتح الباء – إذا أردت الفناء، ولا تـقل: بُلِينا – بضمِّها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي