آليات الحوكمة لـ «رؤية 2030» .. مؤشر أول

صدرت عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خلال الأيام الماضية وثيقة إعلان إطار الحوكمة الخاص بتحقيق "رؤية المملكة 2030"، التي تمثل النظام الذي يحكم كيفية إدارة تطبيق «الرؤية» على أرض الواقع وكيفية الرقابة والتقرير عنها. وهنا أورد لكم أهم الاستفسارات التي وردتني عن هذا الموضوع: هل وثيقة إطار الحوكمة كافية لتنفيذ «الرؤية» التي أعلنت قبل شهر تقريبا، وهل وجود خطة مستقبلية نود تحقيقها في حاجة إلى إيجاد نظام لكيفية الوصول إليها؟
وللإجابة عن هذين التساؤلين يجب أن نعرف معنى الحوكمة أولا، فإضافة إلى التعريف المستقى عاليه من تعاريف السير كادبوري Sir Cadbury الذي يصنف من أهم الشخصيات في إبراز حوكمة الشركات في العالم. ستيقر وآمان أيضا عرفاها بإنشاء تسلسل واضح ودقيق للمساءلة Accountability، المسؤولية Responsibility، والإفصاح Transparency في أعلى مستوى بالقطاع، كما أنها تعنى بتعريف الدور الذي يقوم به موظفو الإدارة الوسطى والإدارة العليا والرقابة.
بالتأكيد وجود الوثيقة كمستند لن يكون كافيا لتنفيذ "رؤية المملكة 2030" ما لم يقترن بوجود كفاءات بشرية مؤهلة ومشاركة في صنع التغيير والتحول من أجل تحقيق مفردات الرؤية. عدد من المقومات يجب أن تتوافر من أجل تحقيق النجاح لهذه الرؤية، التي أبدعت في تحديد أهدافها من أجل مستقبل الأجيال القادمة من أهمها، إضافة إلى وجود كوادر مهنية عالية التأهيل، وجود نظام فعال للرقابة وتحديد نقاط الانحرافات والمساهمة في تعديل أي انحرافات دون إخلال بقيمة الهدف الذي نود الوصول إليه، وهذه تتوافر في مكتب إدارة المشروعات ومركز الإنجاز والتدخل السريع، اللذين وضحت أدوارهما من خلال الوثيقة وارتباطاتها. أيضا من المهم أن ترتبط مراحل التنفيذ بمقاييس مالية تسهم في ضمان التدفق النقدي المطلوب لاستمرار هذه المشروعات، والتدخل السريع في حال وجود أي انحرافات عن تكاليف هذه المشاريع سواء بالزيادة أو بالنقص من خلال ربط النواحي المالية الخاصة بتكاليف المشاريع بفترات الإنجاز وبتقلبات الأسعار في المواد أو في الموارد البشرية وتجزئة هذه التكاليف بناء على مراحل إنجاز سابقة واحتياجات لاحقة يتم التقرير عنها من طرف مستقل تحقيقا لمبدأ المساءلة والاستقلال بين الوظائف الإدارية المختلفة. وهذا أيضا يعطي إجابة للتساؤل الثاني نعم وجود نظام لكيفية الوصول إلى تحقيق الأهداف، والتعامل مع أي طارئ سيسهم ـــ بإذن الله ـــ في تحقيق الأهداف المحددة سابقا وهذا ما يقصد به مأسسة العمل وإيجاد نمط عملي لمسيرة المشروعات دون التأثر بالعوامل الأخرى التي قد تطرأ.
وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي