«2030» بين رؤية المملكة وتعهد الأمم المتحدة

اتفقت دول العالم في قمة التنمية المستدامة المنعقدة في الأمم المتحدة بداية هذا العام على العمل من أجل المستقبل لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة لدول وشعوب العالم بحلول عام 2030. تضمنت الخطة 17 هدفا تتمثل في: القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، تحقيق الصحة الجيدة والرفاهية، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، توفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، تأمين العمل اللائق ونمو الاقتصاد، تعزيز الصناعة والابتكار، الحد من أوجه عدم المساواة، توفير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الإنتاج والاستهلاك بمسؤولية، المحافظة على المناخ، الحياة تحت الماء، الحياة في البراري، السلام والعدل والمؤسسات القوية، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
في المملكة دشّن ولي ولي العهد "رؤية السعودية 2030" بعد اعتمادها وإقرارها من مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ــــ الذي وجّه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق رؤيته وتطلعاته للتنمية الشاملة لبلادنا ومستقبلنا. اشتملت "الرؤية" على 26 هدفا تتحقق على مرحلتين الأولى عام 2020 والثانية تمتد حتى عام 2030.
كثير من الأهداف المنبثقة عن "الرؤية" تتناول تأمين الاقتصاد والعمل وتحسين بيئة المدن وتحقيق العدالة بين الجنسين وتمكين المرأة كعنصر منتج في المجتمع مع معالجة قضايا البطالة، والقضاء على الفقر ومعالجة الجوع من خلال توسيع قاعدة العمل التطوعي وتهيئة البيئة المؤسسية الملائمة لذلك، إيجاد ثقافة للإنتاج والاستهلاك بمسؤولية مع مراعاة الحرص على ضمان تحقيق الاستدامة. وعلى صعيد السياسة الخارجية والتعاون مع الدول الصديقة، فالمملكة تراعي كثيرا كونها مهبط الإسلام وقبلة المسلمين، كما تهتم بكونها قائدة العمل العربي والإسلامي بفضل موقعها الاستراتيجي وما تمتلكه من علاقات واحترام مع كثير من شعوب العالم.
من المهم أن تتكامل أهداف ومقومات "رؤية المملكة 2030" مع الاتفاقات والاتجاهات العالمية التي أقرت في قمة التنمية المستدامة المذكورة سابقا، وإن كانت هذه القرارات غير ملزمة قانونيا إلا أنها تعد مؤشرا مهما للانصهار في بوتقة الدول العالمية والعمل من أجل تحقيق الأهداف المشتركة من أجل الإنسانية وحماية الحياة على كوكب الأرض.
ورغم ذلك يجب أن نؤكد أن الأهداف العالمية الـ 17 تنال نصيبا وافرا من الاهتمام والتأكيد عليها، في جوانب مثل المحافظة على المناخ، والحياة المائية، وإن كانت المملكة حريصة على الالتزام بمسؤولياتها ضمن هذه المكونات، وهذا الالتزام ينشأ من دوافع دينية يحض عليها الدين الإسلامي، ومن دوافع أخلاقية، فالمملكة من أكثر الدول التزاما بذلك. ومن المهم أن تتخذ الجهات التنفيذية خطوات متقدمة في محاولة مواءمة أهدافنا المحلية مع الأهداف العالمية، واتخاذ الأهداف العالمية أيضا منطلقا لتجويد خططنا وأعمالنا من أجل مستقبل مشرق لوطننا والبشرية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي