انعكاسات إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني
منذ سنوات عدة تم إقرار إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني من كل عام دراسي لمدة أسبوع، وقد جاءت هذه الإجازة على حساب إجازة منتصف العام الدراسي، التي تأتي مباشرة بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول؛ أي أن إجازة منتصف العام الدراسي قد أصبحت أسبوعا واحدا بعد أن كانت أسبوعين.
أعتقد أن السنوات التي تم تطبيق هذا النظام فيها كافية لتقييم هذا الوضع الجديد بشكل جيد يتيح الفرصة للمراجعة. وأرى أن إجازة منتصف الفصل الثاني وما أدت إليه من تقليص لإجازة منتصف العام غير مناسبة، وليس لها أي مردود إيجابي، سواء من الناحية التعليمية، وهي الأهم، أو من الناحية الاجتماعية.
لقد أدت إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني إلى عديد من السلبيات التي لم تكن موجودة قبل إقرارها, يأتي في مقدمة هذه السلبيات، أن هذه الإجازة لا تأتي بعد نهاية برنامج دراسي كما هو الحال في جميع الأنظمة التعليمية، وإنما تأتي لتقطع مسار الدراسة في الفصل الثاني بشكل مفاجئ، مع ضرورة ترابط مسار الدراسة الزمني؛ إذ إن الفصل الدراسي الواحد يمثل برنامجا مستقلا مترابطا لا يجب التوقف خلاله إلا في حالة الضرورة، مثل العيدين، ما يساعد على ترابط الدروس في التعليم العام والمحاضرات الجامعية في جميع المقررات الدراسية، ويعزز مردود الدراسة بشكل أفضل.
وكذلك فإن أسبوعا واحدا كإجازة لا يكفي للطلاب وأهاليهم وكذلك للمدرسين وأساتذة الجامعة لامتصاص متاعب الدراسة، وتهيئة الجو للعودة إلى الدراسة بعد الإجازة بروح عالية، وهذا ما أفرز ظاهرة جديدة لم تكن معهودة قبل إقرار إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، وهي غياب الطلاب والطالبات عن الدراسة قبل بدء الإجازة بأيام، وكذلك الغياب خلال الأيام الأولى من بدء الدراسة بعد الإجازة، مما أفرز ثقافة جديدة لدى الطلاب، وهي عدم الانضباط، وعدم الاكتراث بمواعيد بداية ونهاية الدراسة والإجازات، وهذا بالتأكيد سينعكس سلبا على سلوك الطلاب وانضباطهم في المستقبل عندما يتولون مواقع في مؤسسات الدولة.
ولأن إجازة منتصف الفصل الثاني أتت على حساب إجازة منتصف العام، كما ذكرنا سابقا، التي كانت لمدة أسبوعين، فقد قلل تقليصها من أهميتها، خاصة أنها تأتي بعد نهاية الفصل الدراسي الأول، مما لم يمكن الطلاب والأساتذة سواء في التعليم العام أو الجامعات من أخذ الراحة الكافية أو السفر بشكل مريح بعد عناء الدراسة.
ومما سبق فإن إعادة الوضع القديم المتمثل في عدم وجود إجازة في منتصف الفصل الدراسي الثاني، مع إعادة الإجازة بين الفصلين الدراسيين لتكون أسبوعين كما كانت سابقا، تمثل الوضع الأفضل تعليميا واجتماعيا.