رؤية طموحة.. لمجتمع حيوي

الإثنين 25 نيسان (أبريل) 2016 كانت السعودية على موعد مع رسم خريطة الأمجاد المستقبلية، من خلال إطلاق رؤية السعودية 2030. الرؤية التي عمل على إنجازها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي ولي العهد والتي راعت في عملها إيجاد بيئة تكاملية تساهم في تعزيز فرص النجاح وتقليل مستويات التكرار والتجاذبات بين الجهات ذات العلاقة.
بعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـــ حفظه الله ــــ مقاليد الحكم، وفي إطار مسؤولياته لإعادة تنظيم العمل الداخلي في المملكة، أصدر أوامره بإلغاء 12 مجلسا واختصارها في مجلسين أحدهما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والذي يضم في عضويته أكثر من 20 وزيرا برئاسة ولي ولي العهد. يهدف المجلس إلى رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات. في ذلك الحين كتبت "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية هو التطبيق الفعلي لممارسات الإدارة الرشيدة أو ما يعرف بحوكمة القطاع العام التي تدعو لوجود أنظمة فعالة، ومحاربة الازدواجية في صنع القرار، وإيجاد تكامل بين الجهات العليا في صياغة القرارات وحل التعارضات بعيدا عن كثرة اللجان، والرؤى الضيقة لمختلف المسائل. المجلس بوضعه الحالي يعد أداة فاعلة لقياس الأداء العام، وتنسيق الجهود وتذليل الصعاب. كما يخضع المجلس لإدارة مطلعة وقادرة على صنع قرارات استراتيجية تسهم في حل كثير من عيوب العمل في القطاعات العامة" ("الاقتصادية"، 13 مايو 2015).
بعد أقل من عام نجد أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وبفكر رئيس المجلس يثبت لنا أن مستقبل المملكة يسير في الاتجاه الصحيح لإيجاد بيئة تنافسية، وتعزيز القيمة البشرية التي تشكل نسبة ثلثي سكان المملكة. الرؤية الجديدة تنطلق من مبدأ تنويع مصادر الدخل، وعدم الاتكاء على مصدر وحيد قد يواجه صعوبات في أي وقت، إضافة إلي زيادة كفاءة الإنفاق وفاعليته من أجل بناء مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.
الرؤية التي أقرها مجلس الوزراء وأعلن عنها تحمل مستقبلا كبيرا ومتجددا يساعد على إيجاد ثروة استثمارية كبيرة جدا، معالجة للإجراءات البيروقراطية، شفافية عالية ومشاركة في صنع المستقبل، محاسبة ومساءلة للمقصرين، وتفاعل يسهل من تحديث الخطط وتوجيهها لتحقيق الهدف الرئيس.
بناء الأهداف يعد الخطوة الأولى للنجاح دائما، فبوجود أهداف قابلة للتحقق، ومقاييس أداء تساعد في كشف مسيرة العمل، ونظام حوكمة شفاف وفعال، وقوة بشرية مؤهلة أكاديميا تكون جميع أدوات النجاح متوافرة لمستقبل مشرق للسعودية عمق العالم الإسلامي وحاضنة العالم العربي وقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في العالم. حفظ الله وطننا وأدام عليه الخير والتوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي