نتائج الزيارة التاريخية للملك .. مؤشر إيجابي لاستقرار المنطقة

زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر كان لها أثر كبير في توثيق العلاقة بين البلدين في جوانب متعددة، فالزيارة تضمنت حضورا كبير المستوى بين الطرفين في إشارة إلى حجم النتائج الكبيرة التي سوف تتمخض عنها هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين.
وبالفعل تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات المهمة التي تعزز العلاقة بين البلدين التي أكد خادم الحرمين في كلمته أن لها أثرا يتجاوز حدودهما ليبلغ الأمتين العربية والإسلامية بل سيكون لها أثر في المستوى العالمي باعتبار أن هذه العلاقة سيكون تأثيرها في المنطقة بصورة شاملة خصوصا في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث إن المملكة في حملتها الشاملة على الإرهاب وتشكيل قوة إسلامية في مواجهة هذه التهديدات كان لمشاركة مصر في هذه التحالف أثر كبير في هذه التحالف إضافة إلى دول عربية وإسلامية كان لها أثر كبير في تعزيز مركز ومكانة هذا التحالف على الساحة الإقليمية والدولية.
ولم يكتف خادم الحرمين الشريفين في تعزيز العلاقة مع الدول الشقيقة بالجانبين الدفاعي والأمني بل سعى إلى أن يكون هناك تعاون ينعكس بصورة إيجابية على معيشة الشعبين في البلدين المملكة ومصر من خلال تعزيز التكامل والتعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين، وفي أثر ملموس لهذا التعاون تم الإعلان عن إنشاء جسر يربط بين البلدين أطلق عليه اسم جسر الملك سلمان في إنجاز تاريخي يربط بين القارتين الكبريين في العالم، وسيكون احد المنافذ المهمة لتصدير النفط والمنتجات المحلية خصوصا في منطقة وعد الشمال إلى مصر وقد يكون إلى أوروبا من خلال منطقة التجارة الحرة.
هذا الجسر سيكون له أهمية كبيرة في توفير منافذ أكثر للحجاج والمعتمرين إضافة إلى المنفذين الجوي والبحري بين البلدين، وسيعزز من فرص استفادة مصر من قوافل الحجيج من مختلف دول إفريقيا وصولا إلى المملكة، كما سيزيد من حجم السياحة بين البلدين بما ينعكس بصورة إيجابية على النشاط السياحي بمصر والمملكة.
الاتفاقيات شهدت التوقيع على مجموعة من المشاريع لتنمية شبه جزيرة سيناء بما في ذلك إنشاء الطرق، وإنشاء مجموعة من التجمعات الزراعية، إضافة إلى المجمعات السكنية، وهذه الاتفاقيات سيكون لها أثر كبير في مصر من خلال توفير فرص العمل وتحسين مستوى الخدمات بما يشجع ويعزز بيئة الاستثمار بمصر واستقطاب الاستثمارات الأجنبية كما أن الاتفاقيات تضمنت إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بما يزيد من فرص التعليم بمصر، وهذا سيكون له انعكاسات اقتصادية يلمسها المواطن المصري خصوصا بعد المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم والتي أثرت في كثير من الدول خصوصا فيما يتعلق بفرص العمل.
بطبيعة الحال هذه الاتفاقيات سيكون لها أثر إيجابي أيضا في المملكة فالجسر بين البلدين سيزيد من مستوى العلاقات الثقافية بين المجتمعين في المملكة ومصر وسيزيد من فرص النشاط الاقتصادي في المنطقة التي سيكون منفذها هذا الجسر، كما انه ستكون منفذا إضافيا يسهل على الكثير من أبناء مصر الوصول إلى المملكة لأداء شعيرتي الحج والعمرة كما سيكون له أثر على السياحة المحلية خصوصا فيما يتعلق بالمستفيدين من التنقلات عبر الجسر من دول الخليج أو من منطقة الشام.
من الآثار الإيجابية للجسر منطقة التجارة الحرة بسيناء، حيث إن المملكة في إطار سعيها إلى تقليل الاعتماد على النفط كمصدر للدخل فإنه قد يكون له أثر في تعزيز فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين، ومنفذا لكثير من الصناعات المحلية ليتم تسويقها عبر منطقة التجارة الحرة لإفريقيا والأسواق الأوروبية، خصوصا في قطاع البتروكيماويات وقطاع التعدين الذي يتوقع أن يكون رافدا مهما للاقتصاد في المملكة.
المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة زادت فيها التكهنات بأن المنطقة مقبلة على مزيد من الأزمات السياسية والتفكك والتأثير السلبي في وحدة دول المنطقة وتضامنها ضد كثير من التهديدات التي تشكلها بعض القوى الإقليمية، لكن بوجود هذا التعاون الكبير فإنه سيكون بإذن الله له أثر في مزيد من الترابط والوحدة من خلال التنسيق والتعاون في مختلف القضايا على المستوى الخارجي وتعزيز فرص الاستقرار من خلال تعزيز جوانب التنمية الاقتصادية التي تعتبر من أهم عوامل الاستقرار في المنطقة.
تضمنت هذه الاتفاقيات جوانب مهمة جدا منها ترسيم الحدود بين البلدين بما يعزز من جوانب الاتفاق إضافة إلى الاستغلال الاقتصادي للجزر بما يعود بصورة إيجابية على البلدين.
هذه الاتفاقيات التي تمت بين البلدين مؤشر إيجابي على مستوى الاستقرار في المنطقة بما يعزز من فرص جاذبيتها للاستثمار، وبما يزيد من حجم الفرص والتبادل التجاري على مستوى الدول العربية ويزيد من مستوى التنسيق والتعاون في المنطقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي