«التجارة»: دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها الاسترشادي قيد الدراسة
أكد وليد الرويشد، مدير عام الشركات في وزارة التجارة والصناعة، أن دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها الاسترشادي قيد الدراسة لدى الجهات العليا، وأنه يهدف إلى وجود إطار لترسيخ القواعد السلوكية المحققة للتواصل بين أفراد الأسرة بما يحقق لها التطوير والنجاح والحفاظ على سمعتها ومكانتها الاجتماعية، وتعريف أفراد العائلة بما لهم من حقوق وما عليهم من مسؤوليات.
وأوضح الرويشد خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى الشركات العائلية 2016 التي انطلقت في جدة أمس برعاية وشراكة استراتيجية من وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن مجمل عدد الشركات المساهمة المغلقة والمفتوحة المملوكة لعائلات في السعودية تجاوز 1200 شركة من أصل 305 شركات عام 2005، مضيفا "ومع هذا التزايد ظهرت مشكلات عدة استلزم معها وجود نظام يحدد العلاقة".
واستعرض مبادرات وزارة التجارة والصناعة للشركات العائلية بافتتاح المركز الوطني للمنشآت العائلية لتشجيع الغرف التجارية والصناعية على تنظيم منتديات وورش عمل لمناقشة سبل دعم الشركات العائلية وحل مشكلاتها.
وبين مدير عام الشركات في وزارة التجارة والصناعة أن النظام الجديد أعطى الوزارة الحق في تعيين لجنة مؤقتة للإشراف على إدارة الشركة المساهمة إذا قدم رئيس وأعضاء مجلس الإدارة استقالاتهم، أو إذا لم تتمكن الجمعية العامة من انتخاب مجلس الإدارة، لافتا إلى أن النظام يدعم استدامة الشركات، سواء العائلية أو غيرها، كما يلزم شركات التضامن والتوصية البسيطة وذات المسؤولية المحدودة بالتحول إلى شركة مساهمة إذا طلب ذلك الشركاء المالكون لأكثر من نصف رأس المال، ما لم ينص في عقد تأسيسها على نسبة أقل، بشرط أن تكون جميع حصص الشركة التي طلبت التحول مملوكة من ذوي قربى ولو من الدرجة الرابعة، ويكون باطلا كل شرط يقضي بخلاف ذلك.
وأبان أن الحوكمة الفاعلة للشركات العائلة ترتكز على أعمدة ثلاثة، هي، جمعيات المساهمين ومجلس إدارة الشركة ومجلس العائلة، موضحا أن الهدف الذي تتوخاه الحوكمة السليمة من منح هذه الأعمدة الثلاثة صلاحيات واضحة ومدونة في شكل ميثاق أو نحوه؛ هو استمرار الشركة العائلية وتعظيم قيمتها وبث روح الانتماء والمسؤولية الجماعية لدى كل عضو مشارك فيها.
وكانت الجلسة الأولى للمنتدى قد انطلقت بعنوان "بناء الأجيال القادمة"، حيث تحدثت الدكتورة شيرين حلمي، الرئيس التنفيذي لشركات فاركو للأدوية، عن القضايا المهمة التي تواجه الشركات العائلية في الشرق الأوسط، التي من أبرزها، المشكلات العائلية وعدم وضوح استراتيجية الشركة ورؤيتها المستقبلية، ومشكلات الانتقال من النظام الحالي إلى الجيل القادم وإشراك أفراد سلبيين من العائلة، إلى جانب إعادة استثمار الأرباح وتوزيعها وإقامة علاقات عمل تجارية قوية بين أفراد الأسرة.
من جهته، أكد المهندس محمد العقيل، رئيس مجلس إدارة شركة جرير للاستثمارات التجارية، أهمية زرع الأخلاق والسلوك الطيب في الأبناء وتشجيعهم لتحقيق النجاح بصورة عامة وتحضيرهم للمشاركة وقيادة شركات التجزئة والعقار والاستثمارات أو بدء عمل تجاري جديد أو نجاحهم في أعمال أخرى، مشيرا إلى ضرورة تحضير الأجيال القادمة للنجاح في العمل وقيادة شركات العائلة بدءا من سن الـ 25 بعد التخرج، "فإن الشاب إذا عمل أكثر في صغره كان تحمله أكثر للمسؤولية، ونجاحه ازداد".
من جانبها، تحدثت مها فتيحي، عضو مجلس إدارة مجموعة شركة فتيحي القابضة، عن ثقافة البناء التي يجب أن تعتمد على فهم دقيق وواضح لمفهوم البناء، كأي بناء يتم التخطيط له مسبقا بوجود الفكرة ثم التصميم ثم التفاصيل ثم التنفيذ، مبيِّنة أن بناء الأفراد يتم من خلال الإعداد ثم التعزيز ثم التمكين، وهذه المراحل الثلاث تشتمل على عدد هائل من الأعمال والأقوال وتتطلب كثيرا من الجهد والوقت والصبر.