هكذا علمتني الأيام «1»

"الخطأ لا يكون خطأ عندما تكتشف أنه خطأ"
نعم، عندما تكتشف وتعرف الخطأ، سيكون هذا هو أبرز دليل يأخذك للطريق الصحيح، هو العربة التي تنقلك إلى أرض الحقيقة. لا أحد يمكنه أن يحقق شيئا صحيحا لحد الكمال، ولا يمكنه وإن تحقق ما يمكن أن يكون اكتمالا أن يستمر كل الوقت. المهم أن تعطي كل ما عندك، كل ما يمكنك أن تفعله بجد وحماسة وعمل لا يكل، لأن هذا بحد ذاته وبعيدا عن أي نتيجة يعتبر إنجازا. إذن بغض النظر عن كون النتيجة كما توقعت أو أقل أو أكثر يبقى أنك ستكون راضيا عن نفسك لأنك عملت كل ما يمكن عمله، وهذا عنصر مهم في تعزيز البنية النفسية وتحقيق التوازن وأنت تسير على حبل الحياة. وستكون مطمئنا أكثر في المستقبل فسيكون أداؤك، بطبيعة الخبرات المكتسبة من الفشل السابق، أفضل وأقرب للاكتمال.

"الصلاة .. للاستنارة"
عندما تريد أن يحقق عقلك ومزاجك العام دورا أكثر فعالية مع نشاطك الفيزيائي البدني، فخذ وقتا إضافيا بعد كل صلاة٠ تأمل وعزز روابط السماء حيث السعة والأمل والوعد بالخير وتنفس عميقا وابتسم بكل وجدانك وحضور وجودك، وستشعر أن طاقة مثل طاقة الضوء تسري مع دوران دمائك وتشحنك بمولدات الهمة والإصرار ومواجهة الصعاب والتحديات والتغلب عليها وإزاحتها .. مهما كان حجمها!

"لا يمكن تحديد ماهية النجاح وكيفية الوصول إليه تأكيدا، ولكن الحرص على إرضاء الآخرين بالأكيد من عناصر الفشل"
متى شعرت وتأكدت عقلا وضميرا وروحا أنك في المنطقة والوضع الصحيحين فحذار أن تغيرهما، أو تتنازل عنهما، أو تقايض بهما فقط ابتغاء مرضاة الآخرين. ومع أن السعي لكسب رضا الآخرين خطأ صرف إلا أنه فوق ذلك لا يمكن تحقيقه، لأنه يستحيل إرضاء الناس وجمعهم على رأي واحد بوقت واحد وبظروف مختلفة. كما أنه سيبقى الناقدون والمتربصون لأنه لا يسعدهم في الأصل أن ترضيهم، هم نوع يقتات على تقليل عمل الآخرين، وتعييب أفكارهم فهذا هو غذاؤهم الذي يستعيشون به.. قولوا لي: من الجائع الذي سيرضى أن تسحب صحن الطعام من تحت فمه؟! لذا قدم رأيك الذي تعمل عليه، واعمل على الفكرة التي تدور في ذهنك .. وكأن لا أحد حولك.

"الحياة لا تأتيك سهلة، أحيانا تكون الحياة كحصان بري مستوحش، وليس أمامك إلا أن تروضه"
لما يكون الحصان وسيلتك الوحيدة للوصول للمكان الذي تريد فلا بد من ركوب الحصان وقيادته، وأن ينفذ أوامرك لتصل للجهة المبتغاة. والحياة ليست حصانا أليفا مروضا، بل حيوان شموس يفور بعنفوان الحرية والشموخ الطبيعي، ويأنف أن يعتلي ظهره أحد. وحصان بهذه الحالة لن يكون الوسيلة للوصول، لأنه لن يسمح لك بذلك الاستغلال الذي يجافي طبيعته المنطلقة، إذن قبل أن تستخدمه للوصول لهدفك هناك أولا هدف آخر لا بد من تحقيقه وهو تعلم واكتساب مهارات الترويض. ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي امتطاء الحصان بعد تخضيعه ليكون وسيلة الوصول. كل من نجح في الحياة عرف كيف يروض الحالات الصعبة التي تواجهه، مؤمنا بأن مواجهة الصعوبات تعزز العقل وتسعده وتقويه لأن سبب وجود العقل كمنتج الرأي والفكر والحيلة هو الاستجابة لتحديات الحياة بأي ظرف وبأي وقت وبأي مكان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي