عائلة الـ «سناب شات»
في عصر يغرق بالماديات وعشق المظاهر و"فلاشات" الكاميرا التي تلتقط المقاطع والصور بعناية لترسلها لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتفرج عليها فلان وعلان ويحصد بها نسبا أعلى للمشاهدة ويجتذب بها المزيد من أعداد المتابعين والمتابعات، في خضم كل هذا أين هي متعة الانتماء للعائلة التي ننشدها؟!
- لماذا أصبحنا نبحث عن الاهتمام والحب خارج نطاق العائلة وننشغل عن الاستمتاع باللحظة الجميلة التي من المفترض أن نعيشها مع أحبتنا بتصوير المقاطع والصور المنمقة وعرضها أمام الآخرين لنستدر مشاعرهم وإعجابهم؟!
- أصبح كثير من اجتماعات العائلة باهتة وباردة تفتقد المتعة والإحساس بالدفء، ولك أن تتأمل اجتماعا عائليا ما لترى صدق ما أقول، فالأغلبية من أفراده يمسكون بهواتفهم الذكية ويرحلون بأفكارهم ومشاعرهم نحو عوالم افتراضية حيث يبحثون عن الدعم العاطفي ومشاعر الاهتمام مفضلينها على اجتماع العائلة على أرض الواقع. أذكر في إحدى حلقات الحوار التي جمعتني بعدد من الشابات طرحت عليهن هذا السؤال: لماذا تفضلين الهروب للواقع الافتراضي في اجتماعات العائلة؟! كانت الإجابات متباينة..
- لأنني أجد الحب غير المشروط والاهتمام من المتابعات، وكثيرا من الدعم حين أحتاج إلى ذلك.
- لأنني هناك لا أحد يعرفني فأظهر الجانب الأفضل من شخصيتي فأحظى بالثناء وهذا ما يحفزني لأكون أفضل.
- لأنني لا أخشى الصدامات الشخصية ومراقبة سكناتي وحركاتي وانتقاد تصرفاتي "على الطالعة والنازلة".
- لأنني حين أقيم حوارا أو نقاشا معينا أجد الكثيرين يتفاعلون معي، أما عائلتي فغالبا لا أجد صدى لصوتي الكل مشغول "وما له خلق"! أما أغرب إجابة فقد كانت من فتاة جامعية قالت (لا أحتاج إلى أن أتحدث مع عائلتي على أرض الواقع، فالوالد والوالدة وإخواني وأخواتي كلهم موجودون على الـ"سناب"، وما تتخيلين كيف هم أشخاص رائعون وإيجابيون ومحفزون للآخرين في الـ"سناب"، لذلك أنا أستمتع بالتعرف على الجوانب الجميلة في شخصياتهم في الـ"سناب"، بعكس الواقع حين نتحدث مباشرة ويحدث الصدام بيننا لأتفه الأسباب ونبدأ في إيذاء مشاعرنا بشكل مؤلم، لذلك أفضل أن ألتقي بعائلتي هناك لأني أفتقد صورتهم الجميلة على أرض الواقع).
وكانت هذه أكثر إجابة آلمتني حقا!
فمتى ندرك أن أروع إحساس قد نشعر به هو إحساسنا بالانتماء لأسرة تشعرنا بالاهتمام والاحتواء والحب غير المشروط!