ضرر إجازة منتصف الفصل الدراسي
بزعمي أن الغاية والهدف من إجازة منتصف «الترم» الفصل الدراسي والمحددة بخمسة أيام هي منح الطالب استراحة وراحة يستعيد بها نشاطه وحيويته ليعود إلى مدرسته أو جامعته من جديد، بصفاء ذهن وراحة جسد، والسؤال هنا: هل طلابنا يستفيدون من الإجازة ويحققون الغاية من إقرارها؟
لا شك أن الغاية من الإجازة لا يتقن طلابنا ونحن كأولياء أمور تحقيقها، ولا يمكن أن نستغلها الاستغلال الأمثل.. فالإجازة في منظور السعوديين مع الأسف الشديد تعني مزيدا من السهر.. ومزيدا من الإرهاق.. ومزيدا من التعب.. بل إن بعض أولياء الأمور بدأ يكره الإجازة ويترقب بدء الدراسة على أحر من الجمر.. ويرى أنها الحل الوحيد في تنظيم برنامج المنزل، حتى الأهالي في الأحياء يجدون صخبا مؤذيا في الإجازات، والشوارع لا تهدأ حتى ساعات الصباح الأولى، فالطلاب في حالة "هجولة" منذ مغيب الشمس حتى الشروق.
باعتقادي أن الإجازة انحرفت كثيرا عن الغاية التي قررت من أجلها، وأضرت بالمسيرة التعليمية والتربوية، وأطالت العام الدراسي بشكل أرهق المعلم والطالب والأسرة أيضا، فلا هي بالطويلة التي يمكن استغلالها فيما يفيد الطالب وأسرته وتسمح لهم بالسفر والسياحة والترفيه.. فهي مجرد خمسة أيام فيها من الإرباك الكثير.
أيضا ثمة سلبية أخرى من إجازة منتصف الفصل الدراسي ألا وهي تعود طلابنا وأولياء الأمور على إجازة ما قبل الإجازة وما بعدها، وأعني هنا الغياب الذي يطول المدارس قبل الإجازة المدرسية بيومين أو ثلاثة، ومثلها بعد عودة الدراسة، وهو أمر يربك الخطة التعليمية، ويؤثر سلبا في التحصيل العلمي للطلاب ونتائجهم في نهاية العام الدراسي.
لا شك أن قرار الإجازة منتصف الفصل يبقى في ظاهره مفيدا للطلاب، ولكن عدم استغلاله بالشكل الجيد جعل من فائدتها معدومة، بل ألحق ضررا بالطلاب وبتحصيلهم العلمي، ومن هنا يجب إعادة النظر فيها وتقييمها من قبل المسؤولين في وزارة التعليم، وإلغاؤها إن لم ينفع الإرشاد والتوجيه في الاستفادة منها، ولا بأس لو تم أخذ آراء أولياء الأمور حولها وهم الشركاء المهمون للوزارة من خلال استبيان يوزع من قبل المدارس ليساعدوا الوزارة على إصدار القرار المفيد سواء باستمراريتها أو إلغائها وضمها إلى إجازة نهاية العام الدراسي.