مبادرة #السعوديون_أولى
دوافع المسؤولية المجتمعية تنطلق من الأشخاص قبل المؤسسات. ومبادرات المسؤولية الاجتماعية على مستوى شبابنا أكبر بكثير من مستوى ما تقدمه الشركات أو المؤسسات لأسباب عديدة من أهمها وجود شغف كبير لدى شبابنا من الجنسين لعمل الخير والإسهام في تنمية الوطن. في هذا المقال سنتحدث عن شاب وظف قدراته الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق هدف سام يطمح من خلاله لمساعدة شباب وشابات الوطن في الحصول على وظائف في القطاع الخاص. رغم أن هذه المهمة يمكن أن يتم توظيفها تجاريا من خلال مكاتب التوظيف الخاصة بهدف تحقيق ربح مالي. إلا أن هذا الشاب فضل أن يقدم هذه الخدمة بشكل مجاني لطرفي الخدمة طالبي العمل ومقدمي الوظائف.
الشاب سلطان القحطاني @sultanalqahtani أنشأ مبادرة لتوظيف الشباب السعوديين بمسمى #السعوديون_أولى نشأت كوسم على موقع تويتر @KsaAwla لخدمة الجهات المقدمة للعمل وإيصالها بطالبي العمل من الشباب من الجنسين في مواقع تواجدهم. بدأت الفكرة منذ عام 2012 كحلم لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يحقق ما تم تحقيقه إلى هذه اللحظة.
المبادرة أسهمت في توظيف أكثر من 700 شاب وشابة، عدد كبير منهم لم يلتحقوا بعمل سابق. وتسعى المبادرة لضمان حد جيد من الدخل للمتقدمين من خلالها فمتوسط الرواتب لمن تم توظيفهم بين خمسة وسبعة آلاف ريال. وتعاون مع الحملة الكثير من الشركات والمؤسسات في مجالات التنمية العقارية والمطاعم والمقاهي والمستشفيات وشركات الاتصالات وخدمات السيارات وبعض الجهات شبه الحكومية. ومن أبرز الشركات حسب صاحب المبادرة المركز الوطني للقياس والتقويم، شركة العيسى للسيارات، أوتو ستار، إيكيا، مايسترو بيتزا، ليتل سيزرز، جافا كافيه، مويا برقر، العربية للعود، إبصار العقارية.
من أكبر دلالات نجاح المبادرة قدرتها على توظيف أكثر من 100 شاب في أقل من شهر. يقول سلطان القحطاني "أطمح أن يكون الشاب السعودي منتجا قيّما، يتم البحث عنه والتسويق له والمراهنة على أنه استثمار ناجح ومحفز أساسي لازدهار المملكة".
عندما التقيت بالشاب سلطان حول دوافع المبادرة التي يمكن أن تكون مشروعا تجاريا مربحا بالنسبة له، قال لي "يا رب ترزقني وترزق مني"، وهنا تكمن روح العمل الاجتماعي التطوعي الذي يتبناه سلطان وكثير من أبناء مجتمعنا في توظيف قدراتهم وأوقاتهم لخدمة المجتمع وأبنائه، والإسهام في التنمية من أجل وطن مشرق آمن.
هذه المبادرة وغيرها كثير من المبادرات لا يمكن أن تحقق النجاح إذا لم يكن لها تبن من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وتحفيز من أجل المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز أواصر الشراكة مع المجتمع قبل تحقيق الأرباح. لذا نقول شكرا لجميع من أسهم في إنجاح هذه المبادرة، ونتطلع لمبادرات بناءة من أجل مجتمع مشرق ومزدهر.