سيف الآلهة
استل صلاح الدين الأيوبي سيفه الدمشقي رمز البطولة وقطع قضيبين من الحديد قائلا: إن سيف العرب حر لا يهان، بعد أن وصف ريتشارد قلب الأسد قائد الحملة الصليبية سيف صلاح الدين بالمهلهل.
لقد ظل سر صناعة "السيف الدمشقي" خافيا على مر العصور، فلم يبح صناعه بالسر، ولم يستطع أمهر الحدادين عبر الحضارات أن يكتشفوا سره، لذلك سمي "سيف الآلهة"!
تقول الأسطورة إنّ الإله "حدد" كان يرسل إلى الدمشقيين برقا يضرب قاسيون، فيترك في ترابه آثارا هي عبارة عن نترات حديدية، يسارع صناع السيوف إلى استخراجها وجمعها من تراب الجبل لبدء أولى خطوات تصنيع السيف اللغز، فقد اشتهر بجودة معدنه ومرونته رغم صلابته التي ليس لها مثيل وبتموجاته العجيبة التي تظهر على سطحة نتيجة لتفاعل كيماوي غريب بين المعادن والمواد المكونة له!
وفي عام 2006 استطاع فريق بحث ألماني اكتشاف سر ذلك السيف بعد تصويره بالمجهر الإلكتروني حيث لاحظوا تركيبته النانوية التي منحته صفاته، فكيف توصل لها الدمشقيون قبل آلاف السنين وتقنية النانو تعتبر ثورة العصر الحديث!
مثله في ذلك مثل الزجاج المرن الذي ورد ذكره في كتاب بترنيوس سنة 63 بعد الميلاد عندما أهدى صانع زجاج وعاء زجاجيا للإمبراطور تابيريوس ثم طلب صانع الزجاج من الإمبراطور إعادة الوعاء إليه ورماه أمامه على الأرض فلم ينكسر، بل انثنى قليلا ليعيده صانع الزجاج إلى شكله الأصلي بطرقات خفيفة من مطرقته! وكانت مكافأته أن أمر الإمبراطور بقطع رأسه خوفا من تأثير هذه المادة العجيبة في سعر المعادن الثمينة ودفن سره معه. وبعد مئات السنين وفي عام 2012 تمكنت شركة كورنينج من تصنيع الزجاج المرن المسمى Willow Glass المقاوم للحرارة الذي ثبتت فعاليته خاصة في صناعة الألواح الشمسية!
أما السلاح الذي لم يكتشف سره بعد فهو النار الإغريقية ذلك السائل الناري الذي تعبأ به القدور ويقذف به الأعداء على شكل ألسنة من لهب تشتعل حتى على سطح الماء بل تزداد اشتعالا بمجرد ملامستها له! وهذه الميزة جعلتها وسيلة دفاع بحرية استخدمها الإغريق مرارا للدفاع عن القسطنطينية عام 674 وضد الأسطول الأموي عام 677، كما استخدمت في معركة استرجاع القدس التي كانت بقيادة صلاح الدين الأيوبي عام 1187.
والمؤسف أن مخترع هذا المركب الكيماوي الفتاك، الذي دمر عديدا من سفن المسلمين وجنودهم هو مهندس سوري الأصل اسمه كالينكوس، كان في أول الأمر في خدمة المسلمين ثم هرب إلى القسطنطينية، ووضع خبرته في خدمة البيزنطيين. حمى الله أوطاننا وأعاد لنا سيفنا الدمشقي.