تبينوا

يقع أغلبنا ضحايا تصديق كل ما نسمع أو نقرأ. هذه الجزئية كانت ولا تزال أحد أهم أسباب الخلاف والفرقة في المجتمع. عندما نصدق كل ما يمر بنا من القصص والروايات والمقاطع، نكون قد حكمنا على فئات معينة بالجرم الذي لم نتحقق من وقوعه.
يحدث هذا في عالم أصبح ينوء بكم هائل من المعلومات التي تنشرها وسائل التواصل اللفظي والتقني وهي مسيطرة في مجتمعنا بالذات. عندما يشاهد الواحد كم التأثر والتعلق الذي يسيطر اليوم في المجتمع يعلم كم هي خطيرة هذه الوسائل.
هناك الكثير من الحالات التي نعيشها كل يوم والتي يكون ضحيتها أشخاص لا ذنب لهم سوى أن أحدا ورطهم أو ربطهم بحادثة معينة. بدأت وسائل التواصل الحديثة في ترسيخ حالات الظلم والتجني على مختلف المستخدمين الذين يستهدفهم مجموعة ممن تمكنوا من هذه الوسائل، واستطاعوا أن يستخدموها في نسج وقائع لا أساس لها، أو ترجمة أحداث بطريقة غير عادلة بل ظالمة في كثير من الأحيان.
ليس بعيدا عن هذه الظاهرة محاولات التأثير في الرأي العام من قبل وسائل التجسس والمخابرات. طريقة قديمة جديدة، تهدف إلى الاعتماد على تكوين مفهوم القطيع بالتأثير في أفراد معينين ليكونوا هم السباقين في سحب البقية نحو ما يريده لهم أعداؤهم.
يمكن أن نتفهم ضرورة التثبت في أيامنا هذه التي نعيش فيها ضحايا لكثير من "الفبركات" والقصص التي تستهدف المجتمع بمختلف فئاته. ما نشاهده في مختلف وسائل الإعلام هو محاولة لإثبات وجهات نظر معينة، بل ترسيخها كواقع وإن لم تكن كذلك أبدا.
بعض هذه المحاولات تكشف بساطة تفكير من يحاولون التأثير بها في الرأي العام. لكن الأخطر هو ذلك العمل المنظم الذي يقوم به المحترفون الذين يستخدمون وسائل يثق بها المتلقي وينشرون من خلالها ما يريدون من معلومات تؤثر في مختلف فئات المجتمع.
عندما نتحدث عن مثل هذه الأمور، نحن نتحدث عن خطر حقيقي يجب أن ينتبه له الجميع، ويجب أن يعمل على تفاديه كل مسؤولي التأثير المجتمعي سواء في الأسرة أو المدرسة أو الشارع أو الإنترنت أو الإعلام. يوضح هذا أهمية الاستعداد والواقعية في التعامل مع ما يمر بنا في كل وسيلة من وسائل التأثير هذه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي