الأهلي .. ضحية الأهلاويين
يعتقد الأهلاويون أن فريقهم تم تجهيزه للخسارة من الهلال في مباراتهما اليوم، بعد قرارات الانضباط التي طالت الفريق في الفترة القريية الماضية. وتتعالى أصحاب الألوان الخضراء في رسم صور سوداء لمؤامرات تُحاك بهم، إلى درجة أن مصدّريها بدأوا في تصديقها وهم الذين حبكوا تفاصيلها.
.. وحتى لا يؤجر الأهلاويون عقولهم لغيرهم، يكفي أن يسألوا أنفسهم في لحظة صفاء: هل أخطأ المعاقبون منهم؟ وهل الهلال غير قادر على هزيمتهم بصفوفهم المتكاملة؟ وهل النقص في صفوفهم لا يعوض؟ وبعد ذلك عليهم أن يكفّوا عن تقمص دور الضحية، ويعودوا لاستنهاض الهمم من جديد ويلبسوا ثياب التحدي، ويمضوا إلى أهدافهم.
.. في مسيرة ملاحقته للقب الدوري، خسر الأخضر لقبين متاحين في الأعوام الأربعة الماضية، كان قريبا منهما، الأول موسم 2011، والثاني 2014، في الأول تخلى عنه الحظ في اللحظات الأخيرة مع سوء تدبير، وفي الثاني اعتقد بنو الأخضر أن الدوري مباراة فقط فهزموا النصر، وانتظروا اللقب يأتي إليهم فسبقهم إليه النصر وسط دهشة الآخرين وانتظار الأهلاويين. هل تعلم الأخضريون الدرس؟
..الوقائع تقول: لا. ما زالوا يرددون العبارات نفسها، ما زالوا يعتقدون أنهم ضحية مؤامرة، ما زالوا ينتظرون أن يصفوا المشهد حتى يتقدموا للأمام، والحقيقة أن لا أحد سيفعل ذلك ما لم يفعلوه بأنفسهم، لا أحد سيخدمهم ما لم يخدموا أنفسهم.
الفرق بين النجاح والفشل، رغبة، هناك رغبة مغلفة بالتحدي، ينجح صاحبها، وهناك رغبة دافعها المحاولة فقط، وصاحبها يبقى قريبا من النجاح ولا يقبض عليه، يحتاج الأهلاويون إلى إسكات الأصوات التي تثبط العزائم والتقدم للأمام بكل ثبات، لا يقولون سنحاول، بل يقولون: نستطيع.
..في مباراة اليوم، يبدو الهلال الأزرق في كامل عافيته، مدعوما بأمواج من جماهيره الزرقاء العطشة للقب الدوري بعد سنوات غياب ليست قليلة، ويضم الأزرق بين صفوفه لاعبين أبرز صفاتهم التحدي الذي يجبر أي خلل فني، أولئك هم الرباعي الأجنبي الرائع، مضاف إليهم الشباب المتقد، الفرج، الشهراني، البريك، هؤلاء هم الهلال الحديث، هل لدى الأهلي من يوازيهم رغم النقص؟ في الملعب يمكن الإجابة.
في الموسم الماضي، كان درس النصر والأهلي، أعظم عبرة لراغبي لقب الدوري، قد يخسر الهلال أو يفوز اليوم، ولا يشترط في المرتين الخسارة أو الفوز باللقب، وبالمثل الأهلي، هل يتعلم الهلال من الدروس؟ الوقائع تشهد بوضح على أنه زعيم وقوده التحدي دائما، هل تعلم الأهلي الدرس؟ الوقائع السابقة تقول إنه يقرأها وينطق بشيء آخر مختلف.