أشرار يزعمون التدين

عندما تصفو نفس الإنسان؛ يغدو صورة بيضاء شفافة تمشي على الأرض. لا يمكن تصور مسلم سوي يشتم ويلعن ويقتل.
الإبهار الذي حققه الدين الإسلامي، أنه كان عامل جذب باعتباره متمما لمكارم الأخلاق.
هذه اللحظة الفارقة لا تحتاج مني إلى استدعاء المواعظ، لكنني هنا أخاطب عقول أولئك الذين يتعرضون للحقن الفكري الملوث، الذي أفرز صورة غريبة على الإسلام.
إن إسهاب وعاظ الشر ممن يساندون داعش، في تسويغ الحرق والقتل والخطف وشتم الناس وتعمد الإساءة لهم؛ كل هذه الأمور ليست من الدين،
هذه بدهية لا تحتاج إلى فتوى.
الأمر نفسه ينطبق على عقوق الوالدين : هل ورد نص في الدين يحرض على العقوق؟! فما بالك بمن ينساق خلف عصابة داعش الضالة ويتحول إلى أداة قتل وأذى.
القصة نفسها تنسحب على استسهال القتل للقريب والبعيد، وإيغار الصدور من خلال التفجيرات، وتعمد التحريض والتهييج ونشر الكراهية بين المواطنين وبين المجتمعات الأخرى.
ليست داعش وحدها التي تبني جسور كراهية وحقد. قلنا سابقا إن كثيرا من أولئك الذين يرفعون شعارات الجهاد مثل جبهة النصرة أو سواها لا يمكن دعمها بحجة استضعاف الشعب السوري، فهذه الجبهات ليست محايدة، وهي مثل داعش تمارس استقواء على الأطياف الأخرى.
لقد بدأت الصورة تتضح، وصار العالم ينظر إلى القتل والإرهاب، باعتباره صيغة لا يمكن ربطها بالإسلام. إن المسلمين عانوا من القتلة الدواعش ومن ملاعين القاعدة ومن شرار بوكو حرام.
إن قمة العشرين التي تصادفت مع حادثة باريس، وجدت الفرصة سانحة لتأكيد براءة الإسلام من ممارسات بعض من ينتسبون للإسلام.
إن تعاطف بعض المسلمين مع داعش وبقية الإرهابيين، محصلته تبني تكفير كل ما عداهم. هذه الصيغة الحمقاء، سوف تقتل من يؤمن بها قبل سواه. وقد شهدنا كيف تتقاتل عصابات القتلة وتصفي بعضها. وشاهدنا كيف يتم القضاء على كل من يحاول النجاة بنفسه بعد أن اتضحت له حقيقة الفئة الضالة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي