الإعلام أكثر خطرا من السلاح

في زمن التواصل الإعلامي الذي أصبح سمة العصر، يجب أن نعترف أن من أهم أسلحة الحرب داخليا أو خارجيا هو الإعلام. استخدام الإعلام بجميع وسائله التقليدية والحديثة يعد قوة مستترة ذات تأثير قوي. المثل الشعبي "خذوهم بالصوت لا يغلبوكم" هو أفضل تعبير لواقع الإعلام، فالأداة الإعلامية التي تعلو سيكون لها السبق والكسب.
في الإعلام الجديد خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أصبح الفرد هو منصة الإعلام، وبإمكانه إطلاق ما يشاء من التعابير والآراء التي قد تجد من يحملها لتشكل رأيا عاما. وهذا طبيعي جدا فوجود هذه المنصة التي تتيح للأفراد إطلاق ما يشاءون من آراء حتى دون وجود آلية فعلية للتحقق من المحتوى، قد ينتج عنه ذلك. ويبقى دور المتلقي الواعي في قبول هذا الطرح أو نفيه دون الحاجة إلى الدخول في مستويات أخرى من التواصل. ومع بدايات كل تقنية حديثة ستظل إساءة استخدام هذه الوسائل هي المسيطرة على عدد من المستخدمين. وتبقى فعليا إشكالية أن الشخصيات المعنوية أو الوهمية بالذات لا يمكن محاسبتها أو تحميلها الآثار القانونية المترتبة على ما يصدر عنها. في المقابل تبقى وسائل الإعلام التقليدية من صحف وإذاعات وتلفزيون بقنواتها المختلفة أدوات تأثير عامة، ويجب ألا تنجرف لمستوى الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي.
الملاحظ في كثير من وسائل الإعلام التقليدية انجرافها تجاه إبراز جميع الجوانب السلبية في مجتمعنا، واعتبارها سبقا إعلاميا تحقق من خلاله مزيدا من الشهرة والوصول. والحقيقة أن هذه الوسائل يجب أن تكون أدوات فعالة لغرس الإيجابية ونقل الصورة الحسنة عن المجتمع وأفراده دون الحاجة لبناء الأمجاد على أطلال المجتمع بأكمله. كثيرا ما تنقل لنا وسائل الإعلام المحلية أو الإقليمية ذات الاهتمام بالشأن المحلي القصص والحالات الفردية السلبية التي تبرز جوانب سلبية وإظهارها كظواهر يعانيها المجتمع بأكمله. أصبحت هذه الوسائل تمارس دور السلاح بيد العدو لنشر السلبية، وصبغ المجتمع بالنظرة السوداوية التي دائما ما تبحث عن أسوأ الحالات وتحويلها لقضايا جدلية تطول ويطول الحديث فيها، وفي النهاية هي حالات فردية يجب ألا تتعدى ذلك.
ختاما، ومع بدء العام الهجري الجديد، أرجو أن يراجع الإعلام أدواته ويعيد استخدام هذا السلاح الاستراتيجي لمصلحة المجتمع بأسره لنقل الصورة الحسنة، وتعزيز الإيجابية وغرس ثقافة عمل الخير والصلاح، وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي