قمة التنمية المستدامة
وضعت دول العالم في قمة التنمية المستدامة المنعقدة في الأمم المتحدة تعهدا للمستقبل للعمل من خلاله لتحقيق خطة عمل إلى عام 2030 تهدف إلى ضمان التنمية المتوازنة والمستدامة لدول وشعوب العالم. شملت أهداف هذه الخطة 17 هدفا تتمثل في: القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، تحقيق الصحة الجيدة والرفاه، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، توفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، تأمين العمل اللائق ونمو الاقتصاد، تعزيز الصناعة والابتكار، الحد من أوجه عدم المساواة، توفير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الإنتاج والاستهلاك بمسؤولية، المحافظة على المناخ، الحياة تحت الماء، الحياة في البراري، السلام والعدل والمؤسسات القوية، وعقد الشركات لتحقيق الأهداف. هذه الأهداف الرئيسة تتفرع منها 169 غاية تسعى الأمم المتحدة كمظلة عالمية تجمع دول العالم لتحقيقها خلال الـ 15 عاما المقبلة. وسنتناول بعضها في مقالات قادمة لإيضاح آثارها في المنطقة وسبل الاستفادة منها لتعزيز الأهداف التي تسعى المملكة لتحقيقها ضمن ما تتبناه من أهداف لتحقيق الاستدامة التنموية للمجتمع.
الحقيقة أن دول العالم أصبحت أكثر حاجة في هذا الوقت إلى تبني هذا المفهوم، والعمل مع بقية الدول لتحقيق أهداف مشتركة تخدم الإنسانية وتحافظ على الكون الذي نعيش فيه. وفي هذا الإطار يجب على المنظمات كالأمم المتحدة أن تتمسك بهذه الأهداف بقوة لضمان التزام بقية دول العالم، واستخدام جميع أدوات التأثير لضمان تحقيق هذه الأهداف للمحافظة على الحياة البشرية وكرامتها. كثير من المشكلات المحيطة بنا التي يعانيها كثير من دول العالم المتقدم والنامي، إنما تنشأ وتتطور من خلال الإخلال بهذه الأهداف ما يؤثر في تلك الدول أو الدول الأقل حظا.
المملكة كواحدة من دول العالم التي دأبت على تحقيق الاستدامة العالمية وضمان السلم العالمي ومحاربة الفقر والجوع والعمل مع بقية دول العالم لما يحقق الرخاء والرفاه والسلم العالمي، وكواحدة من أكبر الاقتصادات العالمية وذات التأثير الكبير في دول العالم الإسلامي لما تمتاز به من علاقات إيجابية وكونها رائدة العمل الإسلامي، سيكون لها دور كبير في تحقيق هذه التوجهات العالمية. وليس المجال هنا لحصر ما قدمته المملكة لدول العالم وللمحتاجين لتوفير الاحتياجات الرئيسة للبشرية، إلا أنه جدير بالذكر أن يشار إلى أن المملكة، وبحمد الله، تعد واحدة من ضمن أكبر المانحين في العالم، وتملك علاقات طيبة مع أغلب دول العالم، كما أنها تنطلق من مفاهيم وتعاليم إسلامية في أغلبها تحقق التنمية المستدامة وتدعو إليها.
خاتمة: في كلمة وزير الخارجية السعودي في الأمم المتحدة، أوضح الوزير المعاني لمفردات تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يشكل الأساس الذي تنطلق منه سياسة المملكة كدولة تمثل العالم الإسلامي. جميل أن تعلن هذه المفاهيم حتى تدحر أي تكهنات كانت ستؤثر في هذا التوجيه العالمي الذي تمثل المملكة فيه دورا رئيسا، بما لا يتعارض مع المفاهيم والمنطلقات الإسلامية.