أين المدرب يا عيد؟
..في الوقت الذي تُغير فيه أغلب الأندية السعودية مدربيها بمعدل مرتين في الموسم المحلي, لم ينجح مجلس اتحاد الكرة حتى الآن في التعاقد مع مدرب يقود فريقنا الوطني في أهم مشاركاته, بعد مضي أكثر من عامين كاملين على مغادرة الهولندي فرانك رايكارد والاستعانة من بعده بمدربين طارئين, مفارقة عجيبة غريبة, تضاف إلى عجائب الكرة الخضراء.
ماذا نحتاج حتى نحصل على مدرب جيد للمنتخب السعودي؟ نحتاج إلى تحديد أهدافنا أولا ومعرفة أدواتنا ثانيا, وتوفير الميزانية ثم الانطلاق في المفاوضات, هل ما سبق أمر صعب؟ بالتأكيد لا.
..بلا جدال, أهدافنا هي بلوغ الدور الثاني من تصفيات المونديال, والإمارات 2019, يتطلب ذلك صدارة صريحة لمجموعتنا. ما أدواتنا؟ لدينا جيل جيد جدا يجمع بين الشباب والخبرة, يمكن لمدرب طموح أن يشكل منه فريقا منافسا. بقيت الميزانية, واتحاد كرتنا الموقر لا يعدم المال؛ فمدخولاته تتضاعف منذ عامين. لماذا لا نحصل على مدرب إذا؟
في ظني ومن خلال متابعتي لتحركات اتحاد الكرة في مفاوضاته, وجدته يعتمد على الوسطاء في كل شيء, وهذا خطأ يضعف من موقفه في المداولات والمباحثات, ويقلل من احترام الآخرين لعروضه المقدمة للمدربين, لا مفر من استخدام الوسطاء في المراحل المبكرة من المفاوضات, وعندما تتقدم, على اتحاد الكرة أن يذهب بنفسه للمدرب المستهدف, أو يدعوه إلى البلاد ويمنحه فرصة كاملة في التعرف على الأجواء التي سيعمل فيها. هنا يشعر المدرب أنه أمام فريق إداري محترف يستحق الاحترام.
..سبب آخر لاحظته في تحركات فريق الرئيس أحمد عيد, وهو أنه لم يحدد بعد مواصفات المدرب المطلوب في المرحلة المقبلة وما يتناسب مع أهدافها وأدواتها, يتضح ذلك في مفاوضاته مع أكثر من مدرب يختلفون في المواصفات والتاريخ والمؤهلات, وإن جمعهم كلهم الاسم الرنان القوي, وهنا سؤال جديد مرة أخرى: ما مواصفات المدرب المطلوب لقيادة فريقنا الوطني؟ يتوافر لدينا فريق يضم مجموعة من المواهب والخبرات, من أبرز عيوبه اهتزاز ثقة الشارع السعودي بكامله فيه, أي أننا نحتاج إلى مدرب من صفاته, قدرته الفائقة على شحذ اللاعبين بالطاقات الإيجابية, ومعالجتهم نفسيا, ومن عيوب منتخبنا أيضا أن كل من يتابع كرة القدم أصبح يفتي في حاله وأمراضه وعلاجه ولم يعد أحد في هذا المنتخب يملك أي حصانة تحميه ويستمدها من مسيرته العملية, لذلك نحتاج إلى اسم قوي يحترمه المشجعون المدربون والصحافيون ورجال الإعلام, ويوجِد هيبة في نفوس لاعبيه.
.. وجه آخر للمشهد لا بد أن يتنبه له اتحاد كرة القدم السعودي, أي تأخير جديد في هذا الملف يضاعف احتمالية إجهاض حلم العودة للمونديال ويسجلنا في قوائم الانتظار أربعة أعوام أخرى, أي تعطيل في هذا الملف يهز ثقة الناس واللاعبين في مدربهم الوطني الحالي فيصل البدين، وهو أمام مهام صعبة وحاسمة.
هل الاشتراطات السابقة في المدرب صعبة، لا يمكن تحقيقها؟ لا أعتقد. إذا أين المدرب يا رئيس الاتحاد السعودي؟ أين المدرب يا مجلس الاتحاد؟ ولايتكم الانتخابية اقتربت من النهاية, وأنتم لا تستطيعون التعاقد مع مدرب.