تتويج «الهاتريك»
ـ بتاريخ مميز 15 - 5 - 2015، سجل نادي النصر إنجازا لم يُسبق إليه، فالحافلة التي حملت اللاعبين للقاء الشباب في الجولة الأخيرة في دوري عبداللطيف جميل كان برفقتها أخريان تحملان أبطال درجتي الناشئين والشباب، فكان التتويج الهاتريك لكل الفئات الثلاث فالجهد الذي بذل والتخطيط الجيد كانت نتيجته التفوق والتميز في يوم كان عنوانه النجاح نتاج العمل المتقن ويوم تميز به النصر باستلام الذهب لهذه الدرجات.
ـ الحب الكبير والتفاني الذي قدمه لاعبو النصر على أرض الميدان كان كفيلاً بترجيح كفتهم وحصولهم على مجموع النقاط الأعلى في الدوري ولا يمكن تصديق عبثية الطرح أو التحليل وموجة التشكيك التي باتت كالصوت النشاز نسمعها وتتكرر حين يتفوق أحد الأندية فبات كثير يعلم أن مثل هذا الطرح هو خلل في التقييم ونكران وجحود لرجال يعملون وقدموا كثيرا وكثيرا وليس هذا وقت تعدادها ومن باب النقاش نقول: إن صدقوا في الفريق الأول فما بال الناشئين والشباب هل وصلوا بالطريق ذاته فمعادلة التفوق وجدت في النصر فاستطاع الظهور على الجميع وعجزوا عن مجاراته، هذه هي الحقيقة ولكي تتضح الصورة فالبطل أبرم صفقتين لتدعيم خطوطه قبل نهاية الموسم فأين العمل الذي يقوم به الآخرون ولماذا نغفل هذا الترتيب كمحفز وداعم للمنظومة الفنية والإدارية وللاعبين بأن تعمل وتواصل على الدرجة ذاتها من الجهد وأكثر بينما البقية ما زالت يد دلهوم حاضرة في نقاشاتهم صباح مساء وتناسوا مقولة الخطأ جزء من اللعبة فجعلوها هي الأصل ولذا نسأل ما حال البطولات الأولى هل قدمت من هذا الطريق وهل ننسف كل تاريخنا الرياضي ونجعله مشوهاً لأن فريقاً لا تشجعونه قد فاز عجباً لكم كيف تحكمون!، أنتم تدينون أنفسكم قبل أن تشككوا بغيركم.
ـ تتويج الهاتريك سيترك أثراً كبيراً وسيكون تاريخاً يستمد منه أبطال الفئات السنية قدوةً ودافعاً من أجل مزيد من التفوق والبطولات فهي دافع لما بعدها وتربية للنشء الصغير على أجواء الاحتفال غير المسبوق الذي قدمته الشركة الراعية، كانت الهدية الأجمل التي تقدمها الإدارة لهؤلاء الأبطال حين عاشوا تلك الأجواء وسط حضور تجاوز الـ 59 ألف مشجع.
ـ فلسفة البناء وتطير العمل كانت صعبة وأشبه بالمغامرة غير أن التحدي الكبير أنتج وأثمر حاضراً نسي معه كثيرون فترات الإخفاق في سنوات مضت وعادت بوصلة الإبداع تتجه للعالمي من جديد وصدق الحدس الإداري لراشد الخلاوي ووادٍ جرى لابد يجري من الحيا، ولا يمكن أن يكون جفافاً سرمدياً بل سينهض ويعود ذات يوم.
ـ حين كان يردد رئيس النصر أن ما حققه لم يتجاوز 20 في المائة مما يريد ويخطط كان البعض يتندر ويسخر بأنه كغيره يبيع الوهم والكلام، لكن الرجل حقق ما وعد به وحقق كأس ولي العهد وأتبعها بلقب دوري عبداللطيف جميل والآن يحقق البطولة الصعبة للعام الثاني على التوالي فتبين صدق الرجل وأنه يعي ويعني ما يقول فكلامه وعود وليس لامتصاص غضب الجماهير أو لاستجداء عواطفها كما يفعل الآخرون، فإعلانه الآن أنه يريد خوض البطولة الآسيوية العام المقبل بكل قوه تجعل عشاق العالمي في تحد كبير مع عزم الرجل الذي لا يلين وحماسه الكبير نحو إعادة ترتيب الأولويات داخل منظومة العمل فبعد التفوق المحلي يبني قاعدة من الفئات السنية ومن ثم المضي بقوه نحو المعترك الآسيوي وهنا نرجع للنظرية التي ذكرها شاعرنا وحكيمنا الخلاوي فهو يذكر أن من عود العين النوم تعودت غير أن من عودها المساري تعاود فهذا فيصل بن تركي عاد ليسري بالعالمي للعالمية من جديد فهل ستعاود الجماهير قوة التصفيق وتحقيق اللقب المحبب لها من جديد إذا وعد سيكون عند كلمته فقط ننتظر هل ستساعده الظروف والإمكانات المتاحة أم لا.
الخاتمة
من عـود العيـن المنـام تعـودت
ومن عود العيـن المسـاري تعـاود