خلفيات الإرهاب
منذ الثمانينيات الميلادية أُشبع موضوع الإرهاب بحثا ودراسة وتقصيا، وبعد كل هذه العقود من الدراسة والبحث لم يعد الإرهاب غامضا، ولا الحلول المستعصية، لكن هناك تردد في قرار تنفيذ خطوات جريئة وشجاعة، عن طريق ضربات موجهة تحيد خلفيات الإرهاب، ثم تخرجه من جحوره، سواء كانوا مفكرين أو ممولين أو محرضين، أو مجندين، وكلهم حلقة واحدة في الشر.. وضرب هذه الحلقات سيخلخل البنية الإرهابية، فتسهل السيطرة عليه، نحن في حاجة إلى شيء من الصرامة، وعدم التهاون في التعامل مع هذا النوع من الإجرام الذي يقتل الناس بلا هدف، وبدم بارد، ويتوجه للآمنين، فهو نوع من الدواب المؤذية التي يجب قتلها شرعاً.
العملية الإرهابية في شمال المملكة، التي راح ضحيتها ثلاثة من رجال أمننا دفاعا عن الوطن، وماتت الكلاب الضالة المنفذة لها، تضج بالأسئلة أن شبابانا مخترق، وأن شبابنا يجند ضدنا بقوى محلية لا قوى خارجية، وأن هذه القوى المحلية التي تحرض وتمول وتفتي ما زالت حرة طليقة تمارس نشاطها منذ أحداث الثمانينيات والتسعينيات إلى اليوم ولم تستنصح، أو تعي ما تفعله في الوطن من أذى على المستويين المحلي والخارجي، بل البعض يتمادى زاعما جهادا وهميا بالدعم والتأييد، ولا يدري ما يؤدي إليه فكره ومساندته المعنوية من تمرير موت مسلمين ومسالمين وذميين، كلهم ضحايا لجنون لا مبرر له في دين ولا عقل إلا بأهداف مستغلي هؤلاء الشباب الذين جعلوهم شوكة في خاصرة وطنهم بحجج واهية، وفي ظنهم أن اختراق الوطن سيعطيهم فرصهم، ويحقق أحلامهم، لكن الوطن يعرف أهله، ويعرف أعداءه الذين يتربصون به الدوائر.
الزعم بمظلة دينية تستر بعض ركائز الفكر الإرهابي لا يبرر السكوت عنهم أو استتابتهم. إن المحرض والممول للجريمة هو المجرم، ويجب أن يكون أمن الوطن خطا أحمر، كما أشار بذلك خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الداخلية بعد كل هذا الرفض للإرهاب ومفكريه ومموليه والمحرضين عليه في أعلى مستويات القرار، لماذا نتوانى عن ضرب المشتبهين، وعزلهم في سجون بعيدة عن حياة المجتمع، ليمارسوا جنونهم بأنفسهم حتى لا يكونوا قتلة مطلقي السراح يحرضون ويفرخون مثلهم، ويقيمون في ترف من العيش.