استراتيجية إعلامية .. ومجلس أعلى للإعلام
بعد السلاح المتطور يعتبر الإعلام أحد أهم ثلاثة أسلحة في معارك العصر الحديث وهي: الدبلوماسية والاستخبارات والإعلام. ولو طبقنا ذلك بالنسبة لبلادنا التي تواجه حربا من جهات متعددة لوجدنا أن الإعلام لم يواكب دور بلادنا المتزايد إقليميا ودوليا حيث يبرز هذا الدور ويدافع عن سياساتها ومواقفها بشكل يتناسب مع أهمية هذا الدور وتلك المواقف. ولو استعرضنا القنوات التلفزيونية المحسوبة على بلادنا والمملوكة لرجال أعمال سعوديين لوجدنا أن معظم هواء بثها يشغل ببرامج لا ترقى إلى مستوى الجدية في الدفاع عن قضايا الوطن ومواجهة الهجمة الشرسة التي توجه إليه من الإعلام المعادي وإنما تركز على الترفيه البريء وغير البريء أحيانا وكذلك جلد الذات بشكل يكسر العظام ويخدم العدو الذي يديننا دائما من إعلامنا، وينطبق ذلك على معظم الصحف الورقية والإلكترونية، أما مواقع (القطيعة الاجتماعية) فحدث ولا حرج!
ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلى التوقف لمراجعة وضع إعلامنا بجميع أدواته وسياساته والتأسيس من جديد لاستراتيجية تتناسب مع تحديات العصر الذي لم يعد يحتاج إلى الطبل والزمر وإنما وضع قضايا الوطن والأمة في المقدمة والدفاع عن الإسلام أولا وهو ما قامت عليه هذه الدولة المباركة التي تمثل مبعث الإسلام وقبلة المسلمين ثم الدفاع عن العروبة وهذه البلاد منبعها ومنطلقها كما يؤكد قادتها الذين يردون على كل من يزايد على بلادهم بدعوى خدمة الإسلام أو تبني القضايا العربية.
وأخيرا: علينا كتابا ومثقفين أن نبين أهمية وضع استراتيجية إعلامية حديثة تعيد المجلس الأعلى للإعلام الذي كان يضبط بوصلة إعلامنا في وقت الزوابع والرياح العاتية. وها نحن الآن نواجه العواصف التي تهب من كل اتجاه فلا نجد إعلامنا يتصدى للإعلام المعادي بقنواته المختلفة التي تنفث السم وتستهدف شبابنا واستقرار بلادنا ووحدتنا الوطنية التي ظهرت قوتها بعد جريمة الأحساء والإعلام غافل عن إبراز هذه القوة ومشغول بمواضيع أخرى.