الابتسامة .. في مطار الملك خالد

الكل يلاحظ ذلك التغيير الملحوظ في طريقة استقبال موظفي جوازات مطار الملك خالد القادمين وكذلك أسلوب إنجاز الإجراءات بسرعة يختلف تماماً عن الأسلوب التقليدي السابق ولعل أهم ما يميز التغيير الإيجابي الذي حدث ليس ارتداء الزي المدني (الشماغ والعقال) وإنما تلك الابتسامة التي يمكن أن تصدر حتى ممن يلبس "البدلة" العسكرية. وكذلك عبارات الترحيب وإرشاد القادمين إلى المسارات الصحيحة والسريعة لإنجاز الإجراءات المطلوبة وهذا التغيير الإيجابي كان يمكن أن يكون منذ فترة ليواكب أهمية عاصمة بلادنا بين العواصم العالمية التي يقصدها آلاف المسافرين في اليوم من مختلف أنحاء العالم ولأغراض مختلفة أهمها النشاط الاقتصادي القوي في دولة تعتبر من أهم 20 دولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي.
والخطوة الإيجابية التي تمت في مطار الملك خالد التي لا أعتقد أنها كلفت كثيرا ويؤمل أن تعمم على جميع مطارات بلادنا سواء الدولية أو المحلية حيث القادم المحلي إلى أبها والطائف وجيزان ونجران أو حائل وتبوك والقريات يحتاج إلى هذه الابتسامة وذلك الترحيب إن لم يكن من موظفي الجوازات فمن موظفي الخطوط وإدارة المطار. وبهذا تنشط سياحتنا الداخلية التي من أهم عوائقها عدم توافر مقاعد الطيران وتعقيد إجراءات الحجوزات والسفر.
وأخيرا: نريد إشاعة (الابتسامة) في مطاراتنا فهي نوع من أنواع إفشاء السلام الذي يحث عليه ديننا لكي تعم المحبة وتهدأ الأنفس ولن يحمل ذلك تلك الجهات التي تتعامل مع الناس في أي موقع أية تكاليف إضافية لا تقدر عليها وإنما المطلوب توافر إرادة التغيير للأحسن وما أجمل ذلك حينما يتم دون تأخير لا مبرر له على الإطلاق.

دورة الخليج .. والحلقة المفقودة
افتتحت يوم الخميس الماضي في مدينة الرياض دورة كأس الخليج العربي 22 لكرة القدم وأفضل ما في هذه الفعالية أنها ظلت صامدة وتحمل اسم الخليج العربي. وليس الخليج فقط كما أصبح بعض المتخاذلين يدعونها، ولقد تعرضت دورة الخليج العربي إلى هزات ومشاحنات كادت أن تقضي عليها لكنها الآن عادت وبقوة بكامل أعضائها بما فيهم العراق واليمن وهما دولتان لا يتمتعان بالعضوية الكاملة لمجلس التعاون الخليجي.
وعلى الرغم من أن إمارة منطقة الرياض قد عملت على إقامة بعض الفعاليات المصاحبة فإن هناك حلقة مفقودة وهي النشاط الثقافي، فتواجد تلك الجماهير من مختلف دول الخليج العربي وكذلك القيادات الرياضية التي لديها عديد من المواهب كان يجب أن يستغل لإثراء ليالي الرياض في هذا الجو الجميل بأمسيات شعرية وقصصية ومسرحية. ولعل اللوم الأكبر يقع على وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وكذلك نادي الرياض الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، والأمل تدارك ذلك التقصير في الدورات المقبلة. وسيكون لهذا النشاط لو تم في المستقبل أثر في نشر المزيد من المحبة والترابط بين شعوب دول الخليج العربية بدل أن تكون مجرد مباريات لكرة القدم ربما تركت بعض الحساسية نتيجة التنافس الشديد بين منتخبات الدول وهذا أمر طبيعي بشرط ألا يصل إلى حد التعصب الذي نشتكي منه على المستوى السعودي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي