«الخطوط الحديدية»: أوقفنا عشوائية التجارة بأراضي المؤسسة .. وضوابط لوقف التلاعب

تتجه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية إلى مواجهة العشوائية والتلاعب بأراضيها من قبل القطاع الخاص، وذلك من خلال استراتيجية لتوزيع أراضي المؤسسة القابلة للتأجير، حيث تم اقتراح تشكيل فريق عمل من غرفة الشرقية والمؤسسة، للبت في الطلبات المقدمة لاستئجار أراضي المؤسسة.
وأكد مسؤولو المؤسسة خلال لقاء عقد أمس في مقر غرفة الشرقية، بمشاركة رجال وسيدات أعمال، أن سياسة المؤسسة السابقة تم تغييرها، بعد اكتشاف عمليات الاتجار بالأراضي الخاصة بها بهدف تحصيل عوائد مالية دون النظر لطبيعة المشروع الذي تستغل به مساحات الأراضي.
وقال المهندس محمد السويكت رئيس المؤسسة إن أراضي المؤسسة في الدمام والأحساء والرياض وما بينها كان معظمها خارج النطاق العمراني، وحسب لائحة المؤسسة يحق لها التأجير مباشرة في هذه المناطق، أما داخل النطاق العمراني فلا بد من طرحها في مزايدة عامة.
ولفت إلى أن المؤسسة وضعت ضوابط بشأن التنازل عن الأرض التابعة لها أو تأجيرها، والتي كانت سابقا متروكة للمستأجر، مشيراً إلى وجود 582 طلباً سينظر فيها بعد تدقيقها.
وأوضح أنه إضافة إلى توافر عدد من الأراضي للتأجير على يمين الخط الحديدي، للمتجه للأحساء، مشيرا إلى هناك مساحات كبيرة جدا من الأراضي على يسار الخط الحديدي، لا يمكن استغلالها حاليا بسبب عدم وجود طرق أسفلتية تصل إليها. ولفت إلى أن لدى المؤسسة أراضي داخل النطاق العمراني في مواقع مميزة، سيتم طرحها للمزايدة وسيتم تخصيص بعضها لإنشاء مبان سكنية يستفيد منها المجتمع، من موظفي المؤسسة وقد تطرح بطريقة استثمارية.
ولفت إلى أن مشروع نقل الركاب بين الرياض والدمام مرورا ببقيق والهفوف، على خط رقم واحد بمسافة 449 كيلو مترا، يتم ازدواج الخط بين الهفوف والرياض، ومع بداية السنة المقبلة سيتم الانتهاء منه، وسيتم تسيير قطارات ورحلات مزدوجة على هذا الخط بنقل البضائع من الدمام إلى الميناء الجاف، على الخط رقم 2 بمسافة 556 كيلو مترا.
وبين أن المؤسسة تملك حاليا 8 أطقم حديثة من القطارات و75 عربة ركاب بسعة 3200، يطلق عليها القطارات "كلاسيك" القديمة، فيما يتم الآن تصنيع أربعة قطارات حديثة أولها سيصل في نهاية نوفمبر، ومن خلال هذه الزيادة في عدد القطارات، سيكتمل عدد الرحلات، وبالتالي يرتفع عدد المسافرين بين الدمام والرياض إلى نحو مليوني مسافر.
وبين أن هناك أربع محطات حاليا في الدمام وبقيق والهفوف والرياض، يتم تصميمها لتطويرها وتوسيعها وإعادة تأهيلها بالكامل فيما سيتم بدء العمل فيها قريبا، مشيرا إلى أن تدخل المقاولين بشكل غير منظم كان له تأثير سلبي في المشاريع، ومنها التأخير والتأثير في الجودة، ولذا تم تأهيل المقاولين أو الشركات في هذه المحال ثم تطلب منهم عروض مالية.
وفيما يخص نقل البضائع، أوضح أن إجمالي العربات 2591 منها 558 عربة مزدوجة وهي ذات سعة أكبر في عمليات النقل، إضافة إلى أنه يتم حاليا تصنيع 550 عربة، وتسيّر المؤسسة حاليا 16 قطار بضائع يوميا من ميناء الدمام إلى الميناء الجاف في الرياض، منوها إلى إن من الأنشطة الأخرى، نقل الحبوب من مدينة الدمام إلى المصانع في الخرج وإلى المؤسسة العامة للصوامع في الرياض، لافتا إلى أن إجمالي البضائع المنقولة خلال عام 2013 بلغ 5.4 مليون طن، وسط مساعٍ لجعلها السنة المقبلة ستة ملايين طن.
وأوضح السويكت، أنه تحقق في العام الماضي رقم قياسي في نقل الحاويات، بلغ 534 ألف حاوية، وهي تعادل 534 ألف شاحنة تسير على الطرق، مضيفاً "بدأنا العام الماضي بنقل بعض البضائع بتدشين نقل ثلث الكمية التي تنقل بالشاحنات عادة إلى الرياض، ففي مؤسسة الصوامع نقلنا لهم خمسة آلاف طن أسبوعيا وهو ما يعادل 160 شاحنة، وتستهدف العام المقبل نقلا كاملا لبضائعها وموادها التي ستصل سنويا إلى ثلاثة ملايين طن، وحاليا تنقل عربات القطار 12 طنا أسبوعيا من الأسمنت، بعد أن تجاوزت التأخير بعد إدخال قطارات خاصة لنقل الأسمنت.
كما لفت إلى أن مؤسسة السكة الحديد بدأت في استثمار تصنيع عربات الحبوب، فيما ستكون جاهزة العام المقبل، منوها إلى أن النقل عبر القطارات له ميزة بتقليص النقل عبر الطرق ما يرفع من نسبة السلامة المرورية. وأوضح السويكت، أن كل حركة القطارات من ركاب وبضائع تتم بمتابعة دقيقه في غرفة التحكم الموجودة في محطة الدمام، مع محاولة تطوير العمل فيها، واستهداف مشاريع تخدم هذا التوجه.
وأشار إلى وجود برنامج يهدف إلى توسعة السكة الحديدية، حيث كان مخطط التوسعة المستقبلية بنهاية عام 2040، بحيث تكون مسافة الخطوط 9900 كيلو متر في 19 خطا، مشيراً إلى أنهم رأوا أن المدة طويلة جداً فتم تقليصها إلى عام 2030 كحد أقصى.
وبين أنه خلال شهر سيتم التوقيع مع استشاريين لتحديد هذه الخطة خلال 10 أشهر، بحيث تشمل جميع مناطق المملكة وتستهدف المناطق السكانية بخدماتها والصناعية والسياحية، إضافة إلى تغطية الموانئ ومناطق لوجستية لدعم ونقل البضائع من مواقعها، كما يسعى إلى أن يساهم القطاع الخاص في الاستثمار فيها وتنفيذها، فضلاً عن تسهيلات الجهات الحكومية.
وذكر أن مشروع قطار الحرمين الذي تشرف عليه المؤسسة والذي يربط بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة مرورا بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بطول 450 كيلو مترا، في مراحله الأخيرة، مشيراً إلى أنه في منتصف 2015 ستتم تجربة القطار في المحطة الرابعة التي تستهدف مدينة الملك الاقتصادية والمدينة المنورة، وهناك محطة خامسة لمطار الملك عبدالعزيز الدولي.
ونوه إلى أن مشروع قطار الخليج بين دول مجلس التعاون سيعمل بالديزل، مشيراً إلى أن طوله الإجمالي داخل المملكة 663 كيلو مترا، بمحطة واحدة في الدمام وتخدم مبدئيا الخفجي والجبيل، بينما لفت إلى أن العقير مستهدفة أيضاً كمدينة سياحية وستقام فيها محطة، ويمكن أن تكون لصالح القطاع الخاص لأنها ليست من ضمن الخط الأساسي الذي يموله صندوق الاستثمارات العامة.