المسؤول والكاتب .. ومعلومات ليست للنشر

المسؤول هو ذلك الجالس على كرسي اتخاذ القرار في أي موقع كان.. والكاتب هو من يتابع القرار الصادر من المسؤول لكي يسانده ويثني عليه إن كان صائبا.. أو ينقده ليعدل ما اعوج منه إن كان يحتاج إلى ذلك.. وعلى مستوى الدولة ككل يهم الكاتب أن يعرف التوجهات والسياسات الداخلية والخارجية تجاه مختلف القضايا ليقف معها ويدافع عنها ويساندها، ولهذا فإن التواصل بين المسؤول والكاتب في غاية الأهمية وبالذات في الوقت الراهن حيث تداخلت القضايا وتشابكت الأحداث.. ولم تعد الدول تعرف عدوها من صديقها وما هو الدافع وراء ما يحدث في هذه المنطقة المشتعلة كبرميل بارود ألقي في بئر من النفط. ولقد حصل بعض الالتباس في الماضي حيال نظرة المسؤول إلى الكاتب على أنه مثل الصحفي سينشر ما يحصل عليه من معلومات مباشرة مما قد يحدث تأثيرا سلبيا. والمعلوم أن هناك اختلافا كبيرا بين الصحفي والكاتب فالأول يبحث عن سبق صحفي يفوز بسرعة نشره، بينما الكاتب يريد معلومات من مصدرها الصحيح يبقيها لديه حتى يستفيد منها في الوقت المناسب ليس بنصها كما حصل عليها من المسؤول وإنما بالتوجه الذي تحمله ويرى أنه يرفع درجة الإقناع في القضية التي يطرحها أو يدافع عنها.. ومن هنا فإن المسؤول وخاصة في المواقع المهمة مدعو لإعادة النظر والتفريق بين الصحفي والكاتب وتخصيص لقاءات منتظمة مع (كتاب الرأي) للحديث معهم حديثا ليس للنشر وإنما لإثراء معلوماتهم حول مختلف القضايا والسياسات خدمة للهدف الأسمى للمسؤول والكاتب معا وهو رفعة هذا الوطن الغالي على الجميع.
ومن باب الأمانة أن نذكر بأن الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - على الرغم من مشاغله ومسؤولياته الكبيرة كان يلتقي الكتاب بين الحين والآخر في لقاءات مطولة يجيب خلالها عن أسئلتهم حول مختلف القضايا بصراحة ووضوح.. كما أن اصطحاب ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز لعدد من الكتاب ضمن الوفد الإعلامي المرافق له في زياراته التي تمت أخيرا لعدد من الدول والحديث معهم في لقاءات خاصة يعتبر مؤشرا جيدا على الاعتراف بدور (كتاب الرأي) كما في دول العالم المتقدمة.
وأخيرا: من أهم أسباب تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي تنسيق لقاءات بين المسؤولين في مختلف المواقع المهمة وكتاب الرأي للاستماع إليهم وهم يتحدثون عن السياسات الداخلية والخارجية بما فيها الشؤون المالية والاقتصادية لكي تأتي طروحات الكتاب ومقالاتهم مستندة إلى معلومات صحيحة تم الحصول عليها من مصادرها بدل الاعتماد على معلومات غير دقيقة لا تخدم الأهداف السامية لكل كاتب أو كاتبة يضعان المصداقية ومسؤولية الكلمة قبل أي اعتبار آخر ولذا يجدان الاحترام من ملايين القراء المتابعين لهما عبر مختلف وسائل النشر والتواصل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي