أرباح «سابك» تتراجع .. تستحوذ على 40 % من سوق الحديد في السعودية

أرباح «سابك» تتراجع .. تستحوذ على 40 % من سوق الحديد في السعودية

قال لـ "الاقتصادية" المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك، ان إنتاج الشركة من الحديد يُستهلك معظمه داخل السعودية ولا نصدر منه إلا القليل.. وحصتنا محليا في حدود 40 في المائة من السوق".
وأضاف: "إن استهلاك الحديد في السعودية يعتمد على مشاريع البنية التحتية الضخمة والإنشاءات.. وهناك العديد من المصانع في السعودية.. ويتم الاستفادة من مخلفات الحديد كمواد خام، بالتالي أصبح العرض أعلى من الطلب لذا تراجعت أسعار الحديد في السعودية رغم زيادة تكلفة إنتاجه".
وقال: "المواد الداخلة في صناعته التى تستورد من الخارج لا بد من أن تنخفض أسعارها كون الحديد تراجعت أسعاره، وتراجع أسعار المواد الخام يساعد في امتصاص جزء من تكاليف إنتاج الحديد.. لكن الأسعار داخل المملكة تراجعت وهذا مفيد للمستهلك النهائي".
وتابع في تصريحاته لـ "الاقتصادية": "أما بالنسبة لليوريا "الأسمدة" فنحن منتج عالمي لها والسوق المحلية لا تمثل إلا حصة بسيطة من إنتاجنا.. نحن نصدر منتجاتنا لجميع أنحاء العالم وللسعودية جزء من الإنتاج".
وبسؤاله عن أثر تراجع أسعار النفط في أرباح الشركة، قال: "هناك عاملان يؤثران في أسعار البتروكيماويات، الأول أسعار الطاقة، والثاني العرض والطلب.. إذا كان العرض أقل من الطلب سترتفع الأسعار نتيجة للنقص، وذلك سواء تراجعت أسعار النفط أم لا.. وإذا كان المعروض من المنتجات البتروكيماوية أعلى من الطلب ستتراجع الأسعار بصرف النظر عن أسعار النفط".
وأضاف: "العاملان معا لا بد من أخذهما في الاعتبار.. لو افترضنا ثبات العرض والطلب على المواد البتروكيماوية ولم يتغير سوى أسعار النفط بالتالي ستتأثر مدخلات الإنتاج.. إذا كنت تستهلك مثلا غاز البروبان أو البيوتان وتراجعت أسعار النفط فمن الضروري تراجع أسعار البروبان أو البيوتان فتصبح تكلفتها على شركة كشركة سابك أقل فترتفع تكلفة الإنتاج ومن ثم أرباح الشركة".
وعليه قال الماضي، انعكاسات تراجع أسعار النفط إيجابية وسلبية على منتجات البتروكيماويات الخاصة بشركة سابك.. من السلبيات أنها تجعل من الشركات المنافسة أكثر تنافسية نتيجة لاعتمادهم على النافتا أكثر التي ستتراجع بتراجع أسعار النفط، فيما "سابك" تعتمد أكثر على الغاز وسعره ثابت.. بالتالي تكلفتهم قلت ونحن تكلفتنا ثابتة بمعنى تحسن وضعه ونحن وضعنا ثابت".
وأضاف: "المنافسون كانوا يعتمدون أكثر على السوائل "النافتا" لكن الآن لديهم الغاز الصخري سيعتمدون عليه، بالتالي أسعار المواد الخام لديهم ستكون ثابتة مثل "سابك" لكن ستكون عند سعر أعلى قليلا".
وعن السوقين المصري والتركي بالنسبة لـ "سابك"، قال الماضي إن كل سوق تعتبر مهمة بالنسبة لنا، لكن ليس لدينا إنتاج في الدولتين لعدم وجود المواد الخام التي تعطي قيمة مضافة للشركة في الوقت الحاضر، ومتى ما توافرت قد تدخل "سابك" هاتين السوقين كإنتاج، لكن كمبيعات نحن موجودون في السوقين المصرية والتركية ولدينا مكاتب توزيع ومبيعات".
وقال ردا على سؤال "الاقتصادية" خلال المؤتمر الصحافي الذى عقدته الشركة أمس، إن الشركة مستمرة في الاستثمار في الغاز الصخري خاصة بعد أن أصبحت تكلفته أقل الآن، كون تكلفته لها علاقة طردية مع أسعار النفط الخام. وقال إن هناك مصدرا آخر مهما للطاقة وهو الفحم الحجري وهو موجود بكثافة في الصين وأوروبا وأستراليا ليتم تحويله إلى كيماويات، و"سابك" يمكن أن تنظر الاستثمار فيه مستقبلا.
وقال: "لا نزال ندرس فرصا استثمارية في إفريقيا وأمريكا الشمالية، لكن بطء اتخاذ القرار في إفريقيا جعل تنفيذ هذه الفرص بطيئا عنه في أوروبا والصين وأمريكا.. فمثلا نجحنا في استخدام الغاز الصخري في مصانعنا في بريطانيا بسرعة".
يذكر أن أرباح شركة "سابك" ارتفعت بشكل طفيف إلى 19.08 مليار ريال بنهاية الأشهر التسعة الأولى 2014، مقارنة بأرباح قدرها 19.07 مليار ريال تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2013.
إلا أنها تراجعت للربع الثالث من العام الجاري إلى 6.18 مليار ريال، مقابل 6.47 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي. وأرجعت الشركة انخفاض صافي الربح خلال الربع الثالث إلى انخفاض الكميات المباعة والإيرادات الأخرى على الرغم من انخفاض تكلفة التمويل.
وتعليقا على هذه الأرباح، قال الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر أمس، إن الإيرادات الأخرى وخاصة فروقات العملات، إضافة إلى تراجع أسعار النفط كان له تأثير في أرباح الشركة للربع الثالث من العام الجاري، لكنه كان تأثيرا طفيفا. وذكر أن نتائج الشركة تتأثر أيضا بنمو الاقتصاد العالمي في كل من أوروبا والولايات المتحدة والصين كأسواق مهمة للشركة.
وأضاف: "نتائج الشركة تعتبر جيدة في ظل هذه الظروف.. وتخفيض التكاليف الذى حققته الشركة شيء ممتاز وناتج عن تراجع أسعار النفط وتحسين موثوقية التشغيل وارتفاع مستوى الأبحاث".
وقال الماضي، إن نتائج الشركة جاءت وفق توقعاتنا السابقة من أن أرباح العام الجاري ستكون متشابهة مع العام الماضي.
وذكر أنه من الصعب التنبؤ بأسعار النفط مستقبلا لارتباطه بالأوضاع الاقتصادية والسياسية عالميا، إضافة إلى عوامل العرض والطلب. وأكد أن أسعار النفط تؤثر بشكل مباشر في صناعة البتروكيماويات، حيث تؤثر في أسعار المواد الخام قبل الإنتاج، فيما تؤثر أيضا في أسعار المنتجات البتروكيماوية النهائية.
وأكد الماضي أن تراجع أسعار النفط "وقتي".. قد يستمر عام أو نصف العام لكنه لا بد من أن يرتفع نتيجة ارتفاع الطلب بسبب ارتفاع عدد سكان العالم الذى يؤدي بالضرورة لارتفاع الاستهلاك، كون استخدامات النفط متعددة.
وقال إن ارتفاع أسعار النفط يساعد "سابك" أكثر، نظرا لأن تراجعه يخدم أكثر المنافسين، لكنه يخدم "سابك" أيضا في أن تكلفة المواد الخام ستقل.
وذكر المهندس مطلق المريشد نائب الرئيس التنفيذي للمالية في الشركة، أنه لا نية في الوقت الحاضر لإصدار سندات.
وأكد الماضي أن الأبحاث في غاية الأهمية فهي التي كشفت عن الغاز الصخري، وتحويل الفحم إلى كيماويات مما جعله يؤثر في أسعار النفط العادي. مضيفا: "نبحث حاليا تحويل النفط إلى كيماويات بطريقة اقتصادية وتنافسية".
كما أكد الماضي أن شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة في الولايات المتحدة من أفضل الشركات عالميا في هذا المجال، إلا أن نتائجها تبقى أقل من المأمول بالنسبة للشركة الأم. وقال: "لا يمكن الإعلان عن نتائجها بشكل منفصل حتى لا نخدم المنافسين".

الأكثر قراءة