العاملون في الإذاعة والتلفزيون

أوصلنا صوتنا إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، عبر الصحف، وعبر التلفزيون عما يصلنا من حالة الإحباط التي يعيشها الفنيون من السعوديين وغيرهم، الذين توقعوا خيرا من تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة قبل سنتين في الثلاثين من يونيو 2012، ثم رفعوا تطلعاتهم لتحسين الحال في الهيكلة الجديدة، وعندما لم تتغير أحوالهم الوظيفية أحبطوا، وفقد كثير منهم الرغبة في الإبداع والعمل، وكان هؤلاء الموظفون، من متعاقدين وموظفي ديوان الخدمة قد أوصلوا مطالبهم إلى رئيس الهيئة نفسه بضرورة هيكلة جديدة للوظائف الفنية، فقد كان العاملون في الوزارة قبل أن تصير هيئة يعينون إما بالعقود العمالية، وإما على مراتب إدارية من ديوان الخدمة مع مسميات فنية، وكانت قلة الرواتب وانعدام الحوافز مشكلتهم، وعدم الرضاء من هذه الفئات الفنية أحد أسباب عجز التلفزيون السعودي والإذاعة عن المنافسة.
الهيئة أيضا وجهت فائض أموالها في الميزانيات للبذخ في برامج مؤسسات وشركات المقاولات الفنية، فصار المقاولون من الباطن يستعينون ببعض موظفي الهيئة في خارج وقت الدوام، وموظف الهيئة الذي بلا تأمين صحي، ولا مزايا وظيفية يفتقد حوافز العمل ويبحث لتحسين دخله لمقاومة ضرورات المعيشة.
لم يقصر رئيس الهيئة عبد الرحمن الهزاع، فقد وعد العاملين مرارا وتكرارا بالنظر في أمورهم التحفيزية، خصوصا، هذه الطاقات الفنية المبدعة من الشباب السعودي، أو على الأقل ما هو ضروري مثل التأمين الصحي أسوة بكل مؤسسات القطاع الخاص، وهو حق للعامل في قانون العمل، وليس هبة أو معروفا، لكن شيئا لم يتغير، حيث قطاع كبير لا يتمتع بأي تأمينات صحية تكفل علاجه، ومن يعول.
محطات الإعلام التجاري تتفوق اليوم على المحطات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي رغم كل محاولاتها في تحسين المحتوى، والاعتماد على تعاقدات خارج الهيئة، من شركات القطاع الخاص التي تقاسمت كعكة المال، ولم تقدم عملا واحدا يقف على قدميه أمام سطوة الإعلام التجاري، مع ضخامة التمويل الذي فاق تمويل الوزارة عندما كانت تدير التلفزيون.
أين المشكلة؟ لو راجع قرائي الكرام مقالاتي بعد إعلان إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون قبل سنتين (30 يوليو 2012) وما تلاها لرأوا أننا شخصنا مشكلة الإعلام بدءا من العامل الفني الذي لا يجد التحفيز للتفاني في العمل وسوء الإدارة، وهو ما لازم الهيئة بعد التأسيس، فكانت تحتاج إلى إدارات قطاع قوية تستطيع النهوض بالعمل من داخل الهيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي