سعودي .. من عامل في ورشة إلى صاحب 3 ورش لصيانة السيارات
يتواجد في السعودية نحو عشرة ملايين أجنبي معظمهم من جنوب آسيا، ويعملون في عدة قطاعات منها الإنشاءات والنقل والخدمات ويتقاضون رواتب يعتبرها غالبية السعوديين ضئيلة.
ويعمل أبو صافي مع ابنه في إحدى الورش في "مركز لصيانة السيارات" التي يملكها الأب في العاصمة السعودية الرياض في تحد للتقاليد الاجتماعية التي تقصر العمل في هذا المجال وغيره على الوافدين في المملكة.
وقالت وكالة "رويترز" في تقرير نشرته أمس: إن الإصلاحات التي تطبقها الحكومة السعودية نجحت حتى الآن في زيادة عدد السعوديين الذين يعملون في القطاع الخاص.
وقال أبو صافي صاحب مركز صيانة السيارات: "أول مهنة عملت فيها هي غسيل قطع الغيار للفنيين الذين كانوا أقدم مني في المهنة، ثم تطورت فيها وحضرت دورة في ألمانيا ثم رجعت وفتحت أكثر من ورشة والحمد لله. والآن بدلاً من أن أكون فنيا بدخل ضئيل صرت أملك ثلاث ورش. وأولادي موجودون معي وهم صافي ومحمد وسعيد، وكلهم يعملون ويتولون المسؤولية .. وكل واحد منهم مسؤول عن ورشته".
وأضاف الابن صافي أن العائد المادي للعمل الخاص مجز إذا كان العامل جاداً.
وقال صافي الشمراني داخل مركز صيانة السيارات: "سوق العمل عندنا مفتوحة وواسعة وفرص العمل كثيرة والكسب المادي كبير. يحتاج القليل من التعب والاجتهاد والمثابرة. وأي شخص يستطيع الوصول لمبتغاه مثلما وصلت أنا".
وذكر السوري ياسين شحادة المسؤول الفني في مركز العربة الجديدة أن حماس السعوديين للالتحاق بالعمل في القطاع الخاص زاد في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ.
وقال: "مرت علينا فترات كانت السوق خالية من السعوديين. ولكن بالفترة الأخيرة هذه الحمد لله أصبحنا نراهم متواجدين. حتى إننا لدينا بعضهم يعلمون معنا هنا وبصراحة كان عندهم حماسة ولكنهم بحاجة إلى القليل من التدريب والتطوير ولكن حماستهم جميلة".
وتنفق وزارة العمل من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية مليارات الريالات سنوياً لدعم رواتب السعوديين وتقديم إعانات البطالة للباحثين عن عمل ضمن برنامج "حافز" والمشاركة في كلفة تدريب العاملين السعوديين.
وقال إبراهيم آل معيقل المدير العام للصندوق خلال مقابلة مع "رويترز": إن الإنفاق على برامج دعم التوظيف والتدريب زاد بنسبة 20 إلى 30 في المائة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة مقارنة بمستواه قبل إطلاق سياسات إصلاح سوق العمل أواخر عام 2011.
وأضاف: "الشباب يعمل في ميكانيكا السيارات وفي الورش .. شباب يعملون في الورش الإلكترونية وصيانة أجهزة الجوال وغيرها. هذه حقيقة فخر .. فخر لنا بشكل عام وفخر لنا في صندوق تنمية الموارد البشرية بشكل خاص، لأننا نشجع وندعم هؤلاء الشباب وندعم من يستطيع منهم أن يبدأ مشروعه الصغير بدعم إضافي".
لكن المجتمع السعودي المحافظ لا يزال ينظر إلى بعض مجالات العمل المهني على أنها غير لائقة.
ويعمل جابر العبسي طاهياً في مطبخ فندق ريتز كارلتون الفاخر في الرياض.
وقال العبسي: "أنا شاب سعودي كانت عندي هواية الطبخ وكان طموحي أن أصل إلى مراحل متقدمة، وكانت نظرة المجتمع أن هذه المهنة معيبة للرجل وغير مرغوب فيها".
وأضاف: "تحديت الصعوبات هذه برغبة مني وعزيمة وإصرار على أنني قادر على تجاوز هذه المشكلة".