كبسولات الضحك

"اضحك تضحك لك الدنيا" و"اضحك يضحك العالم معك" وأمثال أخرى عن فوائد الضحك وتأثيره الإيجابي عليك وعلى من حولك، ليس نفسيا فقط بل صحيا، فالضحك مثل الإنفلونزا معدٍ ينتقل من شخص إلى آخر فتعم السعادة والصحة!
جاءت الدراسات التي قام بها باحثون من جامعة فينلندا آلتو وقبلها كلية إمبيريال لتثبت أنك بمجرد سماعك أو رؤيتك شخصا يضحك يحدث لديك انعكاس عصبي تسانده ذبذبات صادرة من عضلات بطنك وحجابك الحاجز "دغدغة"، فتضحك لا إرادياً رغماً عنك! بخلاف الأصوات الحزينة أو الصراخ، التي قد تؤلمك لكنها لا تعديك.
وهذه دعوة للضحك والابتسام كما أوصانا بها سيد الخلق بقوله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ "وتبسمك في وجه أخيك صدقة"، وقوله "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"، فهي دواء عجيب لا يكلفك سوى أن تحرك بعض عضلات وجهك بخلاف ما اعتدته، فتغير حياتك وحياة من حولك.
أكدت الدراسات أن الضحك ينشط شبكة من الخلايا في الدماغ مسؤولة عن إشعارك بالرضا، فمخك يكافئ جسمك على الضحك ويخفف من آلامه وتوتره، والمثير أن الضحك ينشط 80 عضلة في الجسم، وأجزاء من الدماغ لا تنشط إلا عند استخدام الكوكايين، أو الحصول على مبلغ من المال! والجميل أن تفكيرك يتوقف وأنت تضحك، فتحصل على راحة من الأفكار السيئة.
فدقيقة واحدة من الضحك تعادل 40 دقيقة من الاسترخاء، حيث تزيد كمية الأكسجين في دمك وتطرد كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون، ودقيقتان منه في اليوم يساوي تأثيرهما 20 دقيقة من ممارسة الرياضة، وربع ساعة من الضحك يوميا ينقص كيلوين من وزنك في السنة!
وكلما زاد عدد ضحكاتك في اليوم عن 15 مرة ستتوسع شرايينك ويقل ضغطك ويزداد جلدك نضارة، وتصبح أكثر وسامة وجاذبية! وتزداد مناعتك ومكافحتك للفيروسات والسرطان، لذا منحت اليابان رخصة لـ 49 معالجا بالضحك! لمساعدة الناس على مكافحة الأمراض والتغلب على التوتر، وتم افتتاح أكثر من ستة آلاف نادٍ للضحك حول العالم حتى الآن.
وحدد العالم أول أحد من أيار (مايو) في كل عام للاحتفال بـ "يوم الضحك العالمي"، وأول من دعا له طبيب هندي يدعى "مادان كاناريا" عام 1998، وذلك بتخصيص ثلاث دقائق للقهقهة اعتبارا من الساعة الثانية ظهراً بتوقيت وسط أوروبا، واتخذوا من "الضحك خير دواء" شعاراً لهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي