الشركات المؤقتة
من التخصصات الإدارية التي تعتبر حديثة، تخصص ريادة الأعمال، أو إنشاء الشركات الصغيرة، وما زال هذا العلم أو هذا التخصص في طور التشكل، ولم يصل إلى ما وصل إليه نظراؤه من التخصصات الإدارية كالتسويق والمالية والمحاسبة. وبالرغم من دخول هذا التخصص لمعظم الجامعات في العالم، إلى أنه ما زال مهملا في جامعاتنا السعودية، بالرغم من أنه يعد القاعدة الأساسية في رفع أداء المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل أكثر من 300 مليار ريال سعودي في المملكة.
وعلم ريادة الأعمال أو Entrepreneurship هو علم يقوم على دراسة التجارب لرواد أعمال سابقين وتحليلها واستخلاص النظريات منها، ومع تشعب التجارب واختلافها من حيث الشكل والمضمون والمكان تبرز صعوبة الخروج بقواعد ذهبية Golden Rules للنجاح، فما زلنا نشهد آلاف التجارب الجديدة والمميزة في العالم، التي تعكس قواعد وتكسر أخرى، إلا أن الرواد في تأريخ هذه التجارب، أسهموا في رفد المقبلين على تأسيس أعمالهم بدروس ونظريات تساعدهم على إيجاد الطريق الأمثل للنجاح.
ستيف بلانك Steve Blank أحد الرواد في ريادة الأعمال عمليا وأكاديمياً، ولد في نيويورك عام 1953 لأبويين مهاجرين من روسيا، واستطاع ستيف خلال مسيرته إنشاء ثماني شركات ناجحة، أربع منها طرحت للاكتتاب العام، إلا أن ستيف درس مادة ريادة الأعمال في كبريات الجامعات في أمريكا مثل ستانفورد وبيركلي ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة كولومبيا، وألف كتبا كثيرة، أشهرهاThe Startup Owner's Manual.
وضع ستيف كثيرا من النظريات لريادة الأعمال، من أهمها نظرية الشركة المؤقتة. ويشرح ستيف هذه النظرية على أن كل شركة ناشئة هي شركة مؤقتة، تبحث عن الطريقة المثلى للعمل وسط الظروف المحيطة بها مقارنة بمواردها المحدودة، وعندما تجد هذه الشركة نموذج العمل التجاري المناسبThe Business Model وتستقر على هذا النموذج، عندها فقط تتحول من شركة مؤقتة إلى شركة مستقرة، وعندها فقط تستطيع الشركة وضع خطة العمل الخاصة بها، التي تكون مبنية على النموذج الخاص بها. ويضيف ستيف أن المهم لأي رائد أعمال هو بناء نموذج العمل التجاري الخاص به واختباره على أرض الواقع أولا، وليس خطة العمل، لأن روح خطة العمل هو النموذج التجاري، وبلا نموذج تجاري فاعل لا فائدة من خطة العمل مهما احتوت هذه الخطة على بيانات ومعلومات.