الجامعات السعودية.. الطالب أولاً

اتجهت بعض الجامعات السعودية في الفترة الماضية إلى أن تكون مراكز بحثية تعنى بالاختراعات والصناعات الخفيفة والثقيلة.. وتعددت كراسي البحث في تلك الجامعات بأسماء وأهداف وأغراض مختلفة، حتى أصبح من الصعب تذكر أهدافها ومجالات أبحاثها التي نسمع بها فقط عند إنشائها.. ولقد تخلت بعض هذه الجامعات، متذرعة بالتوجه إلى البحث العلمي، عن كليات كانت تتبع لها وتم إلحاقها بجامعات ناشئة تحتاج إلى من يساعدها على تكوين نفسها وتقوية عودها بدل أن تشغل بكليات متناثرة تبعد عنها مئات الكيلومترات.. بينما لا تبعد كثيراً عن الجامعات التي تخلت عنها، والتي تملك من الإمكانات البشرية والمادية والخبرة الأكاديمية ما يمكنها من تشغيل هذه الكليات وفق أعلى المعايير التعليمية المتعارف عليها لمصلحة الطلاب الذين هم الهدف الأسمى لوجود هذه الجامعات.. وتوجه الجامعات السعودية إلى البحث العلمي شيء طيب ما لم يكن على حساب اهتمامها بالطالب، الذي لوحظ أخيرا تراجع مستواه وشكواه الدائمة من عدم الاهتمام به من قبل إدارات بعض الجامعات.. وفي معرض ومؤتمر التعليم العالي الذي أقيم في الرياض خلال الأسبوع الماضي، لاحظت تغيراً إيجابياً، حيث اهتم مديرو الجامعات ووكلاؤهم وعمداء الكليات بلقاء الطلاب شخصياً والإجابة عن أسئلتهم بأريحية وبلا رسميات.. وكان الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود يقف بين الطلاب بلا مرافقين إلا من يحتاج إلى تدخلهم لمزيد من الشرح للطلاب سواء المسجلين في الجامعة أو الذين سيلتحقون بها مستقبلاً، ولقد فرح الشباب بأن إدارة الجامعة جاءت إليهم تجيب عن أسئلتهم وتتلمس احتياجاتهم.. ومثل الدكتور بدران وقف الدكتور إسماعيل البشري مدير جامعة الجوف والدكتور خالد بن سعيد مدير جامعة شقراء، وربما بقية مديري الجامعات التي لم أتمكن من زيارة أجنحتها أثناء جولتي القصيرة في المعرض مساء الأربعاء الماضي.. وإلى جانب لقاء مديري الجامعات ومسؤوليها بالشباب السعودي في تجمع أصبح باهتمام من الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي شخصيا، من أهم الملتقيات السنوية في عاصمتنا الغنية بالفعاليات العلمية والثقافية المختلفة.
كانت هناك الجامعات العالمية التي حضرت إلى بلاد تؤمن بتبادل الثقافات وترسل البعثات إلى مختلف أنحاء العالم.. وهذه الجامعات لا تقتصر الاستفادة من وجودها على الطلاب، وإنما يتبادل معها مديرو الجامعات ومسؤولوها الخبرات ويعقدون معها اتفاقيات البحث في شتى المجالات، ففي مجال تطوير إنتاج الزيتون مثلاً وقعت جامعة الجوف، كما قال مديرها الدكتور إسماعيل البشري عقداً مع جامعة إسبانية جاءت من بلد الزيتون المعروف عالمياً.
وأخيرا، نريد أن تهتم جامعاتنا بالبحث العلمي ولكن ليس على حساب اهتمامها بالطالب الذي يجب أن يكون الأول في ترتيب الأهمية لأنه أساس العملية التعليمية المكونة من ثلاثة أضلاع.. "الطالب والمعلم والمنهج".. والمؤمل من وزارة التعليم العالي، ومن جامعاتنا السعودية أن تهتم باستقطاب أكثر المعلمين كفاءة مهما كانت التكلفة، وأن تأخذ بأحدث المناهج والتقنيات.. وأن يستغل اللقاء مع مسؤولي الجامعات العالمية لإيجاد توأمة علمية بينها وبين الجامعات السعودية، وبالذات الناشئة منها للاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى بعض الجامعات العالمية في المجالات العلمية والأكاديمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي