كي تكون عسير في قلب التنمية
نبّهني قارئ كريم عندما تحدثت عن قريتي التي ستكون جارة جامعة الملك خالد - عند انتقال الجامعة إلى موقعها الجديد، لأعود للكتابة في موضوع تناولته قبل أكثر من سنة دون جدوى، ولا يبدو أن هناك اهتماما به من مختلف الجهات الحكومية، أكتب اليوم للتذكير.
لمَن لا يعرف موقع الجامعة، أقول: تقع الجامعة في منطقة بكر بكل ما تعنيه الكلمة، بل إن المشروع حافظ على طبيعة المكان إلا ما لزم تعديله للإنشاء أو الخدمات.
بكر .. بمعنى أنه لا يصلها أي طريق سريع، إنما طريق بمسارين، عمره يقارب أربعين سنة. لا يزال طريق الأمير سلطان قيد التسلُّم، مع أنه لا يؤدي مباشرة إلى منشآت الجامعة. بل إن أغلبية الحركة المرورية ستكون على الطريقين القديمين لأنهما يصلان كل المناطق المجاورة للجامعة.
بكر .. بمعنى أنه ليس هناك أي تنمية أو دعم للاستثمار في المساكن والفنادق والترفيه، ولا مشاريع للخدمات ولا أسواق مما يحتاج إليه سكان الجامعة وطلبتها. توجد "بقالات" متفرقة، ومنشآت لا تصلح لسكن الطلاب، لا يتجاوز عددها ألف وحدة سكنية في محيط الجامعة. سينضوي تحت الجامعة أكثر من 100 ألف شخص من طلبة وأساتذة وأسر ومتعاقدين وموظفي شركات وما يلحق بها من خدمات.
بكر .. بمعنى أنه لا تتوافر فيها البنية التحتية الملائمة من خدمات المياه والصرف، بل إن الكهرباء تفاجئ السكان بانقطاعها أوقات الذروة والأمطار، فتخيلوا إذا أصبح الضغط مضاعفا آلاف المرات، ولا أتكلم هنا عن منشآت الجامعة التي تحتوي محطة لتوليد التيار.
هل ينتظر مسؤولو قطاعات الدولة الأزمات، وهم الذين يعرفون حجم الحوادث في المناطق المجاورة للجامعة حاليا، أم يريدون أن يقطع المستفيدون من الجامعة وطلبتها أكثر من ثلاثين كيلو متراً ليحصلوا على وجبة أو مستلزمات منزلية أو ترفيه لأبنائهم أو غرفة في فندق، حتى يبدأوا في تطوير المرافق التي تحتاج إليها الجامعة؟
أدعو أمير منطقة عسير لتبني عملية تطوير سريعة تسهم فيها الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، تأخذ في الاعتبار كل احتياجات الجامعة، لأن الوقت يسرقنا. صحيح أننا تأخرنا، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبداً.