خطوط ملاحية تتلاعب بـ «بوليصة الشحن» لبضائع في ميناء جدة

كشفت لـ "الاقتصادية" مصادر جمركية عن وجود تلاعب لدى خطوط ملاحية من خلال "بوليصة الشحن" لبضائع مستوردة للسعودية، وذلك بعد بدء الأعمال في ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ.
وأكدت المصادر وصول بضائع لتجار ومستوردين في السعودية إلى ميناء جدة الإسلامي، ولكن لم يتم تقريب الحاويات للكشف لعدم وجود "مانفست وارد"، رغم أن ميناء التفريغ في البوالص الأصل هو ميناء جدة الإسلامي.
ولفتت المصادر إلى أن البضائع خصوصاً المواد الغذائية تعرضت للتلف، بسبب تلاعب وكلاء الشحن ببوالص الشحن، ونشأت خلافات بين مخلصين جمركيين ومستوردين، بسبب الخسائر المترتبة على التأخير في إجراءات الفسح.
وفي السياق ذاته تقدمت شركة تجارية متخصصة في المواد الغذائية، تحتفظ "الاقتصادية" باسمها، بشكوى إلى جمرك ميناء جدة الإسلامي، أوضحت فيه ورود إرسالية لمواد غذائية، تم تسلمها من المخلص الجمركي بعد نحو ثلاثة أسابيع من تاريخ تفريغ الباخرة.
وأوضحت المؤسسة التجارية لجمرك ميناء جدة الإسلامي، أن المخلص أبلغها بعدم تمكنه من طباعة البيان الجمركي، بسبب عدم قبوله من قبل الجمارك، كما أبلغهم بأنه سيتم نقل الحاوية إلى ميناء مدينة الملك عبد الله، علما بأن بوليصة الشحن تؤكد أن ميناء الوصول بحسب البوليصة هو ميناء جدة الإسلامي.
ولفتت المؤسسة التجارية إلى أنها أتلفت نحو 60 في المائة من الإرسالية، وذلك لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، بسبب التأخير الذي تسبب فيه لنا وكيل الشحن، ما ترتب عليه خسائر فادحة.
وطالبت المؤسسة التجارية الجمارك، بتعميد من يلزم ليتم إلزام الوكيل الملاحي بالتعويض عن الخسائر الناتجة، وتحمل قيمة الإرسالية، كما ترتب على التأخير دفع غرامات الأرضيات وغرامة الوكيل الملاحي.
من جهته أبلغ المخلص الجمركي الخاص بإنهاء إجراءات الإرسالية في جمرك ميناء جدة الإسلامي، أنه تم تسلم إذن التسليم للإرسالية، وتم إبلاغه من قبل الوكيل الملاحي، بأن الحاوية تم تفريغها في ميناء الملك عبد الله في رابغ، ولكن لم يتم إدخال معلوماتها على النظام.
وقال: "خاطبنا الوكيل الملاحي وتم إدخالها للنظام خلال أسبوع، وبعد طباعة البيان الجمركي وتقديم المعاملة لقسم المواعيد، لم يتم تقريب الحاوية للكشف، وذلك لعدم وجود "مانفست وارد" لدى المشغل في الميناء، الذي أكد أن الحاوية الموجود لديهم بمانفست ترانزيت.
وأضاف: "بعد مخاطبة الوكيل الملاحي، قام الوكيل بتعديل المانفست من ترانزيت إلى وارد وتم تقريب الحاوية وكشفها وإخراجها من ميناء جدة الإسلامي".
وأشار المخلص الجمركي إلى أن العميل قام بإتلاف نحو 60 في المائة من الإرسالية، لعدم صلاحيتها، ويطالب بتحمل الخسائر الناتجة عن التأخير، وطالب المخلص الجمركي الجهات المعنية بالاطلاع على المستندات والتأكد من عدم تسببه في التأخير، كما طالب بمحاسبة المتسبب الحقيقي.
ونوه المخلص الجمركي إلى مواجهة العديد من المتاعب، بسبب أن بعض البوالص الخاصة بالعملاء يذكر في البوليصة الأصل أن ميناء التفريغ جدة، وعند تسلم إذن التسليم يتضح لنا أن ميناء التفريغ رابغ، ونقوم بتبليغ التاجر ليتم عمل تفويض وبهذا يترتب على التاجر مبالغ ليس عليه ذنب فيها والعكس.
من جهتها أوضحت مصادر جمركية مطلعة، أن الجهات المعنية وجهت بمخاطبة الوكيل الملاحي للتحقق من "مانفست الوارد" بحسب ما ذكر في الشكوى والتأكد من سلامة الإجراءات لمعرفة المتسبب الحقيقي، وتطبيق الإجراءات.