أمين الرياض.. والعودة إلى الميدان
لعل من أهم أسباب تعثر المشروعات وتدني جودة الخدمات الحكومية هو ما يلاحظ من عدم نزول معظم كبار المسؤولين إلى الميدان للوقوف بأنفسهم على سير الأعمال.. ويعد أمناء المناطق والمدن من أهم المسؤولين الذين يحتاجون إلى هذه الصفة لأداء الأمانة التي أسندت إليهم خدمة للمواطن وبناء للمدن والمحافظات.
وأمين مدينة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل عرفناه في الميدان يوم كان وكيلاً لوزارة "المواصلات" ووزيرها آنذاك الوزير النشط والميداني الدكتور ناصر السلوم.. فكم من مرة ركب الاثنان في سيارة واحدة وانطلقا في الجبال والسهول والوديان لتفقد مشاريع الطرق، وقد تعرضا للأخطار أكثر من مرة.. وما دمنا قد فتحنا ملف العمل الميداني فإن من العدل ذكر أسماء مشهود لها بذلك من مسؤولين سابقين ومنهم وكيل أمين مدينة الرياض الأسبق الأمير عبد الله بن فهد الفيصل الذي كان يبدأ جولته بعد صلاة الفجر ثم يستقر في مكتبه الساعة السادسة صباحاً ولديه جميع الملاحظات وأمين العاصمة المقدسة السابق عبد الله عريف الذي روي أنه يحمل جهاز تسجيل صغير معه وينطلق يتفقد المشاريع والخدمات والنظافة ويسجل ملاحظاته بالصوت ثم يعطي الجهاز حال وصوله للمكتب إلى موظفيه للاستماع إلى الحقائق التي وقف عليها وأخذ الإجراءات لمعالجتها.. ونأتي أخيراً إلى فارس الميدان "أبو علي" عبد الله العلي النعيم أمين مدينة الرياض السابق الذي كان يشاهد في وقت مبكر يتجول ويقف أمام بعض عمال النظافة وهم يغطون في نوم عميق فيصعقهم بصوته الجهوري ثم يقف على المشروعات والحفريات وهو يردد "ليس من رأى كمن سمع".. هكذا نريد من مسؤولينا وخاصة من له علاقة بالخدمات أن ينزل للميدان قبل أن يفتخر بأن باب مكتبه مفتوح للجميع فلعل الأفضل أن يغلق باب المكتب لبعض الوقت ويتوجه إلى الميدان.. ومن هنا أدعو المهندس عبد الله المقبل أمين منطقة الرياض إلى أن يعود للميدان وأن يتجول في مدينة الرياض أولاً ثم في المحافظات التابعة.. نريده وبدون سابق إشعار أن يداوم يوماً في بلدية الشمال ثم بلدية الجنوب وفي الشرق وفي الغرب وبعدها في بلدية المجمعة وشقراء وحريملاء وغيرها من المحافظات، ثم دعوة خاصة لمعاليه بأن يزور حي الغدير ليرى الشوارع وقد أكلت الحفريات منها "الوجه والمعصم" وليتفضل بالنزول من تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع الدائري الشمالي غرباً في طريق الخدمة لتعلو سيارته وتهبط حتى تكاد تتكسر مساعداتها وبعض أجزائها وينعطف داخل الحي ليجد شوارعها الجميلة المضاءة وقد لعب المقاولون بمستوياتها فكل مقاول يحفر ويردم بالطريق التي يراها وليس هذا وليد أسبوع أو شهر وإنما أجزم أنه لأكثر من خمس سنوات والسكان يرجون الإصلاح مع كل صباح!
وأخيراً: ما ذكرت سابقاً هو حال معظم أحياء الرياض وغيرها من مدننا الكبرى على الرغم من توافر الإمكانات المادية بشكل غير مسبوق حتى قالت القيادة أكثر من مرة "لا عذر بعد اليوم"، ويبقى بعد ذلك أن نرى المسؤول الأول في كل مدينة أو محافظة على امتداد وطننا وهو يقف في الميدان لوضع الأمور في مكانها الصحيح بدل الاعتماد على التقارير التي لا تصدق أحياناً.