وجبة الدم
يعيشون بيننا، أشكالهم وملابسهم عادية، بل يتميز بعضهم بملامح بريئة، وقد يكون أحدهم جارك أو زميلك في العمل أو الدراسة، فهم لا يثيرون أي شبهة، وليسوا كما اشتهر عنهم في الأفلام والمسلسلات بملابسهم السوداء الطويلة وأنيابهم البارزة وعيونهم الحمراء، قصصهم ليست مجرد أساطير وضرب من الخيال، لكن الحقيقة أنهم موجودون كجزء من عالم خفي مظلم، يحاولون ألا يظهروا أنفسهم.
فهذا "بلفزار" رجل تعدى الأربعين من نيواورلينز، يتجول مع صديقه وعند حاجته للدم يعقم مشرطه، وجزء محدد من ظهر صديقه يجرحه، ثم يبدأ في مص دمه بشراهة، وصاحبه يجلس بكل هدوء، ويقول "الأمر غير مريح، لكنه لا يؤلم كثيرا"!
وفتاة تسحرك بجمالها وابتسامتها الودودة وملابسها البيضاء النقية، وهي تعبر ممرات أحد مستشفيات أتلانتا التي تعمل فيها ممرضة صباحا ومصاصة دماء ليلا، وإحدى مؤسسي تحالف مصاصي الدماء في أتلانتا، هي مقتنعة بأنها لا تؤذي أحدا، وتقول أنا أتغذى على الطاقة الروحية من أجساد مَن حولي فقط!
أما الأسترالية "كريس بويزن" فلا أدري هل زوجها سعيد الحظ بحبها الذي يجعلها تمتص دمه أم العكس، والغريب أنها لا تبخل عليه بدمها، وتعتبر ذلك نوعا من أنواع التعبير عن الحب، وقبل زواجها كانت لا تمتص إلا دم من وقعت في حبهم!
وفي تركيا أعلن الأطباء عن عثورهم على مصاص دماء حقيقي عمره لا يتجاوز الثالثة والعشرين، لم يعد يكتفي بمص دمه هو أو بأكياس الدماء التي يشتريها له والده، بل بدأ في مهاجمة الناس في الشوارع، مما أدى إلى القبض عليه، شُخصت حالته على أنه يعاني من "متلازمة رينفيلد" التي تدفع المصاب إلى شرب الدم، لكنه ينسى كل ما حدث نتيجة إصابته بفقدان الوعي والفصام، فقد مر بظروف قاسية آخرها وفاة ابنته وعمرها أربعة أشهر!
وفي مصر أدى طرد والدٍ ابنَه من البيت نتيجة سجنه لتكرار سرقاته إلى تحوله إلى مصاص دماء، بعد أن عاش فترة في المقابر، وإصابته بحالات رعب لم تنفع معها جلسات الكهرباء، ونصح السحرة والدته بعلاجه بشرب الدم، لكنها رفضت، وفي إحدى الليالي لم تهدأ حالة الرعب والتشنجات التي انتابته إلا بعد أن مص دم حمامة حتى ماتت، وعندما عاد إلى السجن شاهده زملاؤه يمتص دم قطة، وبعدها أحيل سيد الدريني إلى لجنة، للنظر في حالته!